منتدى اولاد حارتنا
موسوعة الدكتور / سيد نافع  النفس والروح 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا

او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الحارة

سنتشرف بتسجيلك

شكرا موسوعة الدكتور / سيد نافع  النفس والروح 829894
موسوعة الدكتور / سيد نافع  النفس والروح 15761575160515761577
مراقبة الحارة
موسوعة الدكتور / سيد نافع  النفس والروح 103798


منتدى اولاد حارتنا
موسوعة الدكتور / سيد نافع  النفس والروح 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا

او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الحارة

سنتشرف بتسجيلك

شكرا موسوعة الدكتور / سيد نافع  النفس والروح 829894
موسوعة الدكتور / سيد نافع  النفس والروح 15761575160515761577
مراقبة الحارة
موسوعة الدكتور / سيد نافع  النفس والروح 103798


منتدى اولاد حارتنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أجتمــــــــــــــــــــــاعى شــــــــــامل - دينى - ثقافى - علمى - نصائح
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
أولاد حارتنا ترحب باى حوارجى وتدعوهم على قهوة حارتنا لشرب المشاريب وتدعوهم لسماع درس التاريخ من أستاذ فطين مدرس التاريخ ومشاهدة احدث الأفلام وكمان تحميل الالعاب وبرامج للموبيل وتسمع حكاوى خالتى بامبة  وتتفرج على صور استوديو عمى أنس وتسمع من ميشو على احلى المغامرات

 

 موسوعة الدكتور / سيد نافع النفس والروح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعد يونس
Admin
Admin
سعد يونس


الساعة الأن :
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 5951
نقاط : 13515
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 19/08/2010
العمر : 59

موسوعة الدكتور / سيد نافع  النفس والروح Empty
مُساهمةموضوع: موسوعة الدكتور / سيد نافع النفس والروح   موسوعة الدكتور / سيد نافع  النفس والروح Icon_minitime1الجمعة 08 أكتوبر 2010, 2:05 pm

موسوعة الدكتور / سيد نافع

النفس والروح

] وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا [ الإسراء-85

( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ) (فصلت 53)

عناصر الموضوع :-

1- معرفة النفس أساس لمعرفة الخالق ] وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ النمل93 ، فالله سبحانه و تعالي وعدنا بالكشف عن آياته ودلائل قدرته في صفحة الكون الفسيح وفي النفس البشرية حتى يتبين لنا أنه الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل ، فنؤمن به سبحانه و تعالي إيمانا يقينيا لا تزعزعه نوائب الدهر ولا مصائب الحياة ، فمن لم يتأمل عجائب الكون و بديع صنعه و من لم يعرف نفسه حق المعرفة فلن يعرف ربه حق المعرفة كذلك ولن يكون إيمانه يقينيا ، فمن هنا جاء هذا البحث لمعرفة حقيقة النفس و دلائل قدرة الله فيها ، وكذلك التأكيد علي أن المسئول عن السلوك والطبائع هو الروح ، والتي منبعها القلب والذي علي أساسه يقسم الناس إلي صاحب قلب سليم وقلب مريض وقلب ميت ، فالإنسان سليم القلب هو الحي وميت القلب هو الميت موتاً حقيقياً وإن كان في الظاهر حي يرزق .



2-قراءة أفكار الناس ومعرفة طباعهم ليست مستحيلة لمن عرف دقائق النفس وأحوال الروح ، فطباع الإنسان وسلوكه منشأها الروح وليس الموروثات الجينية كما يقال ، وما تأثير البيئة في سلوك الإنسان إلا بحسب خبراته المكتسبة وفق تركيبته النفسية الروحية .

3- هناك علاقة دلالة بين روح الإنسان وفصيلة دمه ، وبالتالي هناك علاقة بين الطباع والفكر والإدراك والسلوك وفصيلة الدم .

4-الطباع والسلوك مؤشر العقل والذي يحدد السلوك المكتسب هو العقل وبالتالي هناك علاقة دلالية بين العقل وفصيلة الدم .

5-النية في الإنسان محلها القلب ، والنية هي الإرادة والقصد والمشيئة ، وبالتالي كل الأفعال الإرادية والتي يحاسب عليها الإنسان شرعاً وقانوناً المسئول عنها القلب ، لذلك القلب هو( اللب – الفؤاد - العقل ) إن صلح صلح الجسد وإن فسد فسد الجسد لأنه مركز المعلومات واتخاذ القرار .

لماذا القلب ؟

لأنه منبع الروح ، فبالروح يفكر الإنسان ويحلم ويتذكر ويتخيل ويعقل .

* فتعالوا بنا لنعرف ما الفرق بين النفس و الروح .

ابن سيرين ( تفسير الأحلام ) مطلب في النفس والروح :

اختلف الناس في تفسيرهما فقال بعضهم : -

الرأي الأول :

· أنهما شيء واحد يسمى باسمين مثل إنسان ورجل ، وهما الدم أو متصلان به ويبطلان بذهابه ، واستدلوا على ذلك أن الميت لا يفقد من جسمه إلا دمه ، واحتجوا أيضا من اللغة بقول العرب نفست المرأة إذا حاضت ونفست من النفس ، وبقولهم بعد الولادة للمرأة نفساء لسيلان الدم وهو النفس ، وبقول آخرين سالت نفسه إذا مات .

تعليق :- هذا الرأي فيه من الصحة أن النفس والروح شئ واحد ، إلا أن الروح متصلة بالدم لكن ليست هي الدم .

ومنبع الروح القلب ومتصلة بالدم ، والجديد أن فصيلة الدم فيها دلالة علي حال الروح وصفتها وهذا هو موضوع البحث





الرأي الثاني :

وقال آخرون هما شيئان وبالتالي اعتبروا الإنسان مكون من جسد وروح ونفس ، وقالوا أن الروح باردة والنفس حارة ولهذا النفخ يكون من الروح لذلك تراه باردا ، والنفس من النفس فتراه ساخن ، لذلك قالوا الروح باردة و النفس حارة ( ساخنة ) ، ومن الناس من اعتقد أن الخير من الروح والشر من النفس . ،

تعليق :- هذا الرأي خطأ ولا يوجد ما يؤيده من كتاب ولا سنه فالإنسان جسد وروح فقط ، ولفظ الروح والنفس بمعني واحد لأن الله عندما خلق الله آدم خلق جسده من تراب الأرض ثم نفخ فيه الروح ، ومن الأرواح ما توصف بالخبث فيقال لها أخرجي أيتها الروح الخبيثة كنت في الجسد الخبيث ومنها ما يوصف بالطيب فيقال للروح الطيبة أخرجي أيتها الروح الطيبة كنت في الجسد الطيب ، والنفس لا تطلق للشر فمنها النفس المطمئنة وهي نفس المؤمن أي روحه .

والله سبحانه خالق الأنفس (البشر ) ومسويها وملهمها التقي والفجور وعليها أن تختار ما يشاكل حالها

]وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا(8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10) [

الرأي الثالث :

وهو الأصح أن النفس جاءت في القرآن ويقصد بها الذات ( الإنسان بالكلية ) ، وجاءت ويقصد بها الروح .

قال تعالي ﴿ وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ﴾

وقال تعالي ﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ الزمر42



فعندما يذكر تعداد السكان مثلاً يكون التميز نسمة بما يعني إنسان ( نفس ، ذات وأحياناً يعبر عنها بالرقبة ) فيقال على فلان عتق رقبة .

ولم يخطأ الذين قالوا أن النفس و الروح شئ واحد ، فرأيهم في هذه الجزئية صحيح ، فالاثنان مسمي لشيئ واحد ، روي مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله r قال : ] ألم تروا الإنسان إذا مات شخص بصره [ ، قالوا بلي ، قال] فذلك حين يتبع بصره نفسه [ ووري بن ماجة رضي الله عنه عن أم سلمه رضي الله عنها قالت : دخل رسول الله r علي أبي سلمه وقد شق بصره فأغمضه ثم قال ] إن الروح إذا قبض تبعه البصر [ ، قال القرطبي رحمه الله فالروح والنفس اسمان لمسمي واحد .



* فالنفس جاءت بمعنى الإنسان وجاءت بمعني الروح . كيف نفهم ذلك ؟

حيث أن الإنسان = جسد + روح

ومادام الله سبحانه وتعالى لا ينظر إلى صورنا ولا إلى أجسامنا ولكن ينظر إلى قلوبنا كما أخبر رسول الله r عرفنا من ذلك أن القلب هو منبع الروح ( الجزء الملكوتي المدرك في تكوين الإنسان ) ، وبالتالي تكون النفس هي الروح إذا أهملنا حساب الجسد فالله سبحانه وتعالى لا يعنيه من النفس أي الإنسان إلا الروح (القلب) .

فإذا قال النبي r لفظ القلب عني به الروح ﴿ إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد وإذا فسدت فسد الجسد ألا وهي القلب ﴾ لأنه منبع ( الروح )

فالروح تؤثر في الجسد والروح الطيب لا يسكن إلا جسداً طيباً والروح الخبيث لا يسكن إلا جسداً خبيث فأنت أذا نظرت إلي صاحب القلب الميت وجدت القسوة تملئ وجهه وتبرز من عينية ولا يعنيه من الدنيا إلا نفسه .

وبالتالي النفس تعني الروح وأحياناً تطلق ويعني بها الذات .

والنفس ( الذات) 1 جسد 2 روح

فتكون المعادلة النفس = جسد + وروح

النفس = روح إذا أهملنا حسابات الجسد

-ويصنف الناس بحسب القلوب لا بالأجساد والصور ، فالعبرة بالقلب الذي هو منبع الروح ومنه النيه و الإرادة و القصد .

فجاءت النفس في مواضع ويقصد بها الروح :-



﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ الزمر42



﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ{27} ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً{28} فَادْخُلِي فِي عِبَادِي{29} وَادْخُلِي جَنَّتِي{30} الفجر



﴿ لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ{1} وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ{2} ﴾ (القيامة)



﴿ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ{53} (يوسف)



﴿ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ المائدة30 ( النفس الأمارة ) أي فطوع له قلبه قتل أخيه



﴿ وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ﴾ في سرك والسر مكانه القلب



﴿ وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ التوبة 118 ، (وضاقت عليهم أنفسهم) قلوبهم للغم والوحشة بتأخير توبتهم فلا يسعها سرور ولا أنس



﴿ وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ يوسف68 ، حاجة في نفس يعقوب أي في قلبه (والقلب منبع الروح) وهي إرادة دفع العين عن أولادة .



﴿ قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي ﴾ طه96 ، النفس الأمارة بالسوء التي تسول لصاحبها السوء .





وجاءت النفس في مواضع ويقصد بها الإنسان بالكلية(الذات) : -



﴿ وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ﴾



﴿ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴾ البقرة72



﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾



﴿ وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ﴾ البقرة281



﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ{185} ﴾ (آل عمران)



﴿ يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ﴾ النحل111



﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ{33} ﴾ (القصص)



﴿ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ﴾ البقرة286



﴿ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً﴾ آل عمران145



فالنفس لفظ يطلق ويقصد به الذات ذات الإنسان وهي الإنسان بالكلية ، وأحياناً تطلق ويقصد بها الروح .

وإلي تفصيل ذلك :



الإنسان : عبارة عن جسد تسكنه الروح .

والجسد : هو من عالم المادة عالم الملك والشهادة ( العالم الحسي ) فيه مكونات الأرض من ماء وبقية عناصر التربة وهو المحسوس والمدرك بالحواس الخمس المعروفة .

التذكرة للقرطبي : يروي عن علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه أنه أتي له بإناء ليشرب منه فأخذه بيده ونظر إليه وقال : الله أعلم كم فيك من عين كحيل وخد أسيل ، ويحكي أن رجلين تنازعا وتخاصما في أرض فأنطق الله عز وجل لبنة من حائط من تلك الأرض فقالت : يا هذان فيم تتنازعان ؟ وفيما تتخاصمان ؟ إني كنت ملكاً من الملوك ثم مت وصرت تراباً فبقيت كذلك ألف سنة ثم أخذني خزافاً فعمل مني إناء فاستعملت حتي تكسرت ثم عدت تراباً فبقيت ألف سنة ثم أخذني رجل فضرب مني لبنة فجعلني في هذا الحائط ، ففيم تنازعكما وفيم تخاصمكما ؟

( التذكرة للقرطبي ) وهذا التغير إنما يحدث للجسد فكل الجسد يبلي إلا عجب الذنب أما الروح فلها حكم آخر وما مضي وتحلل من الجسد فليس بضائع وتفرقة لا يمنع من الاجتماع قال تعالي : ] قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ [ ق4 ، وعندما سأل الفرعون موسي عليه السلام عن حال السابقين ماذا أجابه ؟ ] قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى (51 ) قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى ( 52 ) [ طه

- أبوو داوود : حدثنا القعنبي ، عن مالك ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "كلُّ ابن آدم تأكل الأرض إلا عجب الذنب : منه خلق وفيه يركب".

مسلم : حدثنا أبو كريب، محمد بن العلاء. حدثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما بين النفختين أربعون" قالوا: يا أبا هريرة! أربعون يوما ؟ قال: أبيت. قالوا: أربعون شهرا؟ قال: أبيت. قالوا: أربعون سنة ؟ قال: أبيت. "ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل"، قال "وليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظماً واحداً وهو عجب الذنب . ومنه يركب الخلق يوم القيامة".

وصدقت رابعة العدوية حين قالت : ليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب

إن صح الود منك فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب



فالجسد هو مادة الإنسان وخلق من تراب الأرض ، أما الروح فهي الجزء العلوي اللامادي الملكوتي في تركيب الإنسان وبها يستمد حياته وطباعه وسلوكه وفكرة وإدراكه .



الروح : هي المكون العلوي السماوي للنفس البشرية وهى من عالم الملكوت أي من عالم ما وراء المادة عالم الغيب ( Meta physics )

والروح هي التي تمكن الإنسان من أن يتخطي ذاته ويتصل بخالقه ويلج عالم الملكوت فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد .

*-قال القرطبي رحمه الله في التذكرة :

إن النفس والروح شئ واحد وأن الروح جسم لطيف مشابك للأجسام المحسوسة ( الأجساد ) ، يجذب ويخرج ، وفي أكفانه يلف ويدرج وبه إلي السماء يعرج ، لا يموت ولا يفني وهو مما له أول وليس له آخر ، ويأخذ شكل القالب الذي نفخ فيه فهو بعينين ويدين وأنه ذو ريح طيب وخبيث ، وكل من يقول إن الروح تموت وتفني فهو ملحد وكذلك من يقول بالتناسخ ( أي أنها إذا خرجت من هذا ركبت في شئ آخر كحمار أو كلب مثلاً ) وإنما هي محفوظة بحفظ الله إما منعمة وإما معذبة .

*-ذكر الرازي أقوال الطوائف المختلفة في الروح فمن قائل أنه جزء لا يتجزأ من القلب ، وقالت طائفة وهذا ما أيده ابن القيم وساق الأدلة عليه من أن الروح جسم مخالف في ماهيته لهذا الجسم المحسوس وهو جسم نوراني علوي ينفذ في جوهر الأعضاء ويسري فيها سريان الماء في الورد ، فما دامت هذه الأعضاء صالحة لقبول الآثار الناتجة من هذا الجسم اللطيف بقي هذا الجسم اللطيف مشابكاً لهذه الأعضاء وأفادها هذه الآثار من الحس والحركة الإرادية ، وإذا فسدت هذه الأعضاء بسبب استيلاء الأخلاط الغليظة عليها وخرجت عن قبول تلك الآثار فارق الروح البدن وانفصل إلي عالم الأرواح

*- الروح كما يعرفها الشيخ أبو حامد الغزالي في كتابه العظيم ( إحياء علوم الدين ) : - هي لطيفة ربانية منبعها تجويف القلب الجسماني وتسير مع الدم عبر العروق الضوارب إلى جميع أجزاء الجسد فتهب له الحياة وشبه ذلك بالمصباح في الحجرة فالمصباح هو المثال للروح التي تسكن القلب وسريان الضوء من المصباح إلى جدران الحجرة مثل سريان الروح في داخل الجسد والإضاءة الحادثة مثل الحياة ، فتسري الروح في الجسد مع الدم وتتمركز الروح في القلب و تمتد عبر الدم إلي جميع أجزاء الجسد عبر العروق

( حسب تعريف الإمام الغزالي للروح في إحياء علوم الدين ) ، وهذا التعريف مستنبطاً من أحاديث رسول الله فعندما يقول r :

] إن الله لا ينظر إلي صوركم ولا إلي أجسامكم ولكن ينظر إلي قلوبكم [ يفهم من ذلك أن الروح وهي المكون الرئيسي للإنسان مركزها القلب ، والقلب هو المسئول عن سلوك الإنسان فمنه النية والإرادة والقصد ، وبالتالي الروح هي المسئولة عن سلوك الإنسان ومنها النية و الإرادة والقصد ، أما الجسد والصورة فلا ينظر إليه الله ، فما فائدة جسد في الطاعة كالصلاة والقلب منصرف إلي الدنيا يدخل به الشيطان من وادي إلي وادي ، هل للإنسان من صلاته هذه شيئ ؟ هل تقبل ؟ هل يمكن أن تنهاه عن منكر ؟ ، ليس له منها إلا ما عقل ، أي وعي فكان بجسده وروحه ( قلبه ) في الطاعة .

-والكلام عن الروح إنما هو عن أوصافها وأحوالها وليس عن تركيبها وماهيتها فلا يعلم سرها وحقيقتها إلا خالقها سبحانه وتعالى ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً {85} ﴾ (الإسراء)

والإنسان العاقل هو من كان إدراكه قلبيا وقلبه سليم ﴿ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ{88} إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ{89} ﴾ (الشعراء)



فالإنسان إنسان بروحه لا بجسده كما قال الشاعر:

يا خادم الجسم كم تشقى بخدمته وأنت بالروح لا بالجسم إنسان

والمؤمن إنسان فطن صاحب فراسة يرى بنور الله كما قال عثمان بن عفان رضي الله عنه " اتقوا فراسة المؤمن فإنه يرى بنور الله " لأنه يري بقلبه ، ومن لا يري بقلبه فهو أعمي بالحقيقة ، فرؤيا القلب أهم من رؤيا البصر .

والقلب إذا كان سليماً هو منبع الرحمة ويقول رسول الله r :- " من لا يرحم لا يرحم " فالرحمة لا تأتى إلا من صاحب القلب السليم وهو قلب المؤمن ، لأن القلب السليم تسكنه روح طاهرة طيبة ، والله سبحانه وتعالي هو المتصرف في قلوب عباده ، يحول بينه وبينها ويقلبها كيف يشاء .

*ورسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول :- ﴿ القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبهم كيف يشاء﴾ اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك يا الله .

*-بن ماجة : عن أبي هريرة t عن النبي r قال : ﴿ تحضر الملائكة فإذا كان الرجل صالحاً قالوا : أخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب ، أخرجي حميدة وابشري بروح وريحان ورب راض غير غضبان فلا يزال يقال لها ذلك حتى يخرج ثم يعرج بها إلي السماء فيفتح لها فيقال من هذا ؟ فيقولون فلان بن فلان فيقال مرحباً بالنفس الطيبة كانت في الجسد الطيب ادخلي حميدة وابشري بروح وريحان ورب راض غير غضبان فلا يزال يقال لها ذلك حتى ينتهي بها إلي السماء التي فيها الله تعالي ،

وإذا كان الرجل السوء قالوا أخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث أخرجي ذميمة وابشري بحميم وغساق وآخر من شكله أزواج فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلي السماء فيستفتح لها فيقال من هذا ؟ فيقال فلان فيقال لا مرحباً بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث ارجعي ذميمة فإنها لا تفتح لك أبواب السماء فترسل من السماء ثم تصير إلي القبر ﴾

صحيح أخرجه بن ماجة والحاكم في المستدرك وصححه





** والنفس ( الروح ) علي ثلاث أنواع كما جاء في القرآن الكريم .

* الأمارة * اللوامة * المطمئنة

والنفس الأمارة :

هي مطيه الشيطان فهي تأمر صاحبها بكل سوء وتزين له كل شر ولا تقبل إلا كل نتن وعندها المعروف منكراً والمنكر معروفاً . . فهي نفس غليظة ثقيلة تهوي بصاحبها إلي الدرك الأسفل من النار ، فهي نفس المنافقين والكفار وفسقت المسلمين والعياذ بالله

فصاحب هذه النفس مختوم على قلبه ، ميت فالموت الحقيقي هو موت القلب وإن مشى علي الأرض وحصد ملذاتها وصار من أعيانها وعليه القوم وأوجههم ، فهذا قلب شرب حب الدنيا وملذاتها وخلى من حب الله فصارت الدنيا أكبر همه ومبلغ علمه .



النفس اللوامة : وبها يقسم رب العزة تبارك وتعالى ولا يقسم إلا بكل عظيم وجليل لأهميتها وخطورتها فما زال فيها مادة الخير بجانب مادة الشر والنفس إلي الغالب منهما فهي تلوم صاحبها علي فعل المنكر وتذكره بالله ليتوب ويرجع إن غلب الخير علي الشر فيها ، وإن غلب الشر عليها فإنها تهوى بصاحبها إلي أسفل وتصبح أماره ويموت القلب وتمحي مادة الخير فيها فليحذر صاحبها وليستعن بالله علي إصلاحها ليرتقي بها لتصبح مطمئنة . . . يقول تعالى :

﴿ إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ الأنفال70

فمن كان في قلبه إيمان زاده الله إيماناً وهدى . . فعن أهل الكهف يقول سبحانه وتعالى : ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى{13} وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً{14}﴾



النفس المطمئنة :-

وهي الواثقة بالله المستكينة إلي جواره لا ترتاح إلا إلي كل خير ولا تجد لذتها إلا فيه ولا تنفر إلا من كل شر فعنها قال سبحانه :

﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ{27} ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً{28} فَادْخُلِي فِي عِبَادِي{29} وَادْخُلِي جَنَّتِي{30}﴾ الفجر ، فصاحب هذه النفس سليم القلب واثق بنصر الله وتأييده لا يفزع إذا فزع الناس ولا يحزن إذا حزن الناس لأنه يولى أمره الله تعالى ويرضى بمشيئته وقدره ويسلم زمامه إلي الله سبحانه وتعالى ويتجرد من نفسه ليدخل في ولاية الله .

﴿ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ{62} الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ{63} لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{64} ﴾ يونس

فلينظر كل منا إلي نفسه ليعلم من يكون وأي نفس تلك التي بين جنبيه ، والنفس لا تظهر منزلتها ولا تبدو حقيقتها إلا لحظة أن تستقر علي حال واختيار وتمضي فيه باقتناع وإصرار فتخلد فيه وتستريح وتجد لذتها وذاتها في الخير أو في الشر . .

فلقد أعطى الله سبحانه وتعالى النفس البشرية معراجاً عجيباً تتحرك فيه صعوداً وهبوطاً بلا حدود . . فتارة تراها في أعلى درجات المعراج وتارة تهبط . . إلي أن تستقر علي حال يشكل حالتها .

﴿ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً ﴾ الإسراء84

ففي الطرف الصاعد من هذا المعراج تلطف وترق المشاعر والطبائع وتصفوا المشارب والأخلاق حتى تكاد تضاهي الأخلاق الملائكية وهذا هو سمو الروح وتغلب الجانب الروحي العلوي علي الإنسان .

وفي الطرف الهابط : تكثف النفس وتغلظ الرغبات والطبائع والشهوات وتتدنى الغرائز حتى تضاهي هذه النفس الحيوان في بهيميته

﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ﴾ الفرقان44 . .

ثم الجماد في جموده وآليته وقصوره الذاتي . . . ثم الشيطان في ظلمته . . وهذا هو الجانب الجسدي الطيني في تكوين هذه النفس . . . فالنفس في هذا المعراج تتذبذب منذ ولادتها حتى تستقر علي شاكلتها وحقيقتها . . وعند هذا المستقر تمضي النفس في إصرار واقتناع في الخير أو الشر .

والله سبحانه وتعالى أعطى الإنسان حرية الاختيار وأعطاه الإدراك والقدرة الكامنة في ذاته لكبح جماح نفسه وشهواته والسيطرة عليها إن أراد لنفسه صلاحاً .

وقد أودع الله سبحانه وتعالى في النفس البشرية دوافع للخير ونوازع للشر وأعطاها ألقدره والإرادة الكافية كي تختار وتغلب أحد الطرفين علي الآخر وهي للغالب منهما .

فإذا غلبت دوافع الخير فقد تزكت هذه النفس وأصبحت من المفلحين وإن غلبت نوازع الشر عليها فسدت هذه النفس وهلكت وصارت من المنافقين فقد خاب من دساها لأنه محي دوافع الخير في نفسه ومال إلي كل فاسد ونتن وما فيه معصية الله وغضبه فمصيره خيبه الدنيا والآخرة وإن امتلك الدنيا بحذافيرها .



القلب :

- وبالتالي يكون قلب الإنسان هو منبع روحة وليس مجرد مضخة فقط كما يعتقد الكثيرين وهو عقله الباطن وبؤرة شعوره ويحس فيه الإنسان بآلامه وأحزانه وأفراحه وكذلك تختزن فيه مشاعره وأحاسيسه ، فالقلب هو العقل الحقيقي للإنسان وهو جهاز كشف الكذب وهو جهاز الرؤيا الحقيقية ومن لا يري بقلبه فهو الأعمى وليس ألعمي الحقيقي فقد البصر وإنما فقد البصيرة ، والقلب هو الذاكرة الدائمة وقد يري الإنسان مخزون قلبه و عقله الباطن في نومه بالرؤى والأحلام .

فالقلب هو الجزء المدرك المسئول في الإنسان و بصلاحه صلاح الجسد وبالتالي صلاح النفس

فرسول الله r يقول : ﴿ إن في الجسد مضغه إذا صلحت صلح الجسد وإذا فسدت فسد باقي الجسد ألا وهى القلب﴾ فبالقلب يعقل الإنسان وبه يرى وفيه تختزن ذاكرته وذكرياته

* العين والبصر والقلب (العقل ) للتعلم واكتساب الخبرات ﴿ وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ النحل78

ونستطيع أن نقول :- العقل السليم فى القلب السليم وليس فى الجسد السليم ، فهناك من تراه يرفع الأثقال وجسده رياضياً لكنه يفتقر إلى العقل والإدراك السليم والتصرف اللائق .

والله سبحانه وتعالى يقول :-

*﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور{46} ﴾ (الحج)

ويقول سبحانه :-

ِ* ﴿ إنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ{37} ﴾ (ق)

ويقول سبحانه:-

*﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ الأعراف179





* وتنقسم القلوب إلي ثلاثة أقسام :-

1- قلب صحيح أجرد و هو قلب المؤمن وهو القلب السليم الصحيح والذي لا ينجو يوم القيامة إلا من أتى الله به . متجرد مما سوى الله فيه سراج يزهر وهو نور الإيمان وهو قلب المؤمن والإشارة بتجرده إلى سلامته من الشبهات والشهوات.

2- قلب أغلف منكوس و هو قلب الكافر والمنافق الذي لا يصل إليه نور الإيمان كما قال تعالي عن اليهود ﴿ وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ{88} ﴾ (البقرة) فهي التي ضرب عليها الأكنه و الران جزاء إعراضهم عن الحق ﴿ وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً{45} وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً{46}﴾ (الإسراء)

﴿ فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً{88} ﴾ (النساء) ، أي نكسهم و ردهم إلي الباطل الذي كانوا فيه بسبب نفاقهم و هذا هو أشر القلوب و أخبثها فهو إنسان عرف ثم أنكر و أبصر ثم عمي فهو يعتقد الباطل حقاً و يوالي أصحابة و الحق باطلاً و يعادي أهله ، وفسقة المسلمين هم من أصحاب القلوب المنكوسه والتي طبع عليها وضرب عليها الران جزاء إعراضهم عن الحق

3- قلب سقيم مريض وهو القلب الذي تمده مادتان ، مادة إيمان و مادة هلاك نتيجة حبه للشهوات المحرمة ووقوعه في الشبهات وهو للغالب منهما ، وهذا الإنسان هو الغافل المفرط وهو صاحب النفس اللوامة التي تلومه علي التفريط في حق الله و ارتكاب المعاصي إذا غلب عليه مادة الإيمان .



فالناس تقسم بحسب القلوب والأرواح لا بالصور والأجسام .

Ü القلب الصحيح :-

وهو السليم وهو قلب المؤمن ولا ينجو يوم القيامة إلا من أتى به ﴿ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ{88} إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ{89}﴾ (الشعراء)

فالقلب السليم : هو كل من سلم من كل شهوه تخالف أمر الله ومن كل شبهه تعارض خيره فسلم من عبودية ما دون الله من البشر والمال والعلم والهوى ؛وسلم من تحكيم غير رسوله (صلي الله عليه وسلم) سلم لمحبته لله ورسوله في خوفه ورجائه والتوكل عليه وحده والإنابة إليه والذل له وإيثار مرضاته في كل حال والتباعد عن سخطه بكل طريق وهذه هي حقيقة العبودية فالعز في طاعة الله والذل في البعد عنه فعندما تكون عبداً لله مخلصاً له في طاعتك لا تبتغى بها غير وجهه سبحانه وتعالى تكون بذلك قد تخلصت من عبودية ما سواه " وضمنت بذلك إن تدخل في ولاية الله سبحانه وتعالى وأمنت شر الخلق جميعا "



﴿ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ{62} الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ{63} لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{64} ﴾ (يونس)

فلكي تكون ولياً من أولياء الله عليك بالإيمان به وبتقواه لتدخل بذلك في ولايته .

والله سبحانه وتعالى يدافع عن عباده من المؤمنين ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ{38}﴾ (الحج) فمن كان الله معه فمن عليه والعز في مرضاة الله سبحانه وتعالى والذل في إيثار مرضاة العباد على مرضاة الله سبحانه وتعالى .

فصاحب القلب السليم إن أحب أحب في الله وإن أبغض أبغض في الله وإن أعطى أعطى لله وإن منع منع لله . ولا يكفيه هذا حتى يسلم من الانقياد والتحكيم لكل من عدا رسول الله ((صلي الله عليه وسلم)) فيعقد قلبه عقداً محكماً على الإئتمام به والاقتداء به وبصحابته لقول الرسول ((صلي الله عليه وسلم)) ﴿أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ﴾ ، وكذلك بالسلف الصالح والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين



Ü القلب الميت :-

و هو قلب الكفار و المنافقين وعتاة ألعصاه من المسلمين فهو القلب اليابس الذي لا حياة فيه فهو لا يعرف ربه ولا يعبده ولا يأتمر بأمره ولا يؤثر مرضاته . إنه واقف على شهواته وملذاته ولو كان فيها سخط ربه فهو لا يبالى وكل ما يهمه هو الفوز بشهوته وحظه رضي ربه أم سخط فهو إن أحب أحب لهواه وإن منع منع لهواه .

فالهوى إمامه والشهوة مبتغاة والجهل سائقه والغفلة مركبة . وهو في تحصيل أغراضه الدنيوية مغمور وبسكرة الهوى وحب الدنيا مخمور ، ينادى إلى الله والى الدار الآخرة من مكان بعيد فهو لا يسمع لناصح ولا يستجيب لداعي ويتبع كل شيطان مريد كتب عليه أنه من تولاه فإنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير .

وهذا القلب هو قلب المنافق والكافر وفسقة المسلمين الذين يصرون علي المعاصي و الكبائر ولا يتوبون ويرجعون إلي الله ويموتون مصرين عليها ، والمنافق هو من يبطن الكفر ويظهر الإسلام وقد تجد فيه قشرة من الدين سطحيه .

فهم فى الدرك الأسفل من النار ، وآيات المنافق كما أخبر عنها رسول الله (صلي الله عليه وسلم) هي ثلاث " إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان ومن كانت فيه واحدة ففيه خصلة من خصال النفاق حتى يدعها " .

صاحب هذا القلب خبيث الروح فالروح الخبيثة تسكن الجسد الخبيث والقلب الخبيث .

صاحب هذا القلب هو صاحب النفس الأمارة{ وأمارة هي صيغة مبالغة} فهي لا تأمر إلا بكل سوء ولا تنهي إلا عن كل خير فالمنطق عنده معكوس يرى الحق باطلاً ويعادى أهله والباطل حقاً ويوالي أهله فهو لا يقبل الحق ولا ينقاد إليه .

Ü قلب تمده مادتان :-



وهذا القلب فيه حياة وبه علة هذا القلب فيه من الإيمان بالله والإخلاص له والتوكل عليه ما هو مادة حياته . وفيه من محبة الشهوات والحرص على تحصيلها والحسد والكبر والعجب وحب الذات والعلو والفساد في الأرض بالرياسة ما هو مادة هلاكه وعطبه وهو للغالب منهما .

فهو ممتحن بين داعيين :- داع يدعوه إلى الله ورسوله والدار الآخرة وداع يدعوه إلى العاجلة وهو يجيب أقربهما إليه باباً وأدناهما إليه جواراً ، صاحب هذا القلب هو صاحب النفس الحائرة التي لم تستقر علي حال يشاكل حالتها ( النفس اللوامة )

﴿ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً{84} ﴾ (الإسراء)

صاحب هذا القلب هو صاحب النفس اللوامة فهو إما إلى السلامة أدنى وإما إلى العطب أدنى ، وهذا القلب إما يزداد مرضه فيموت فيكون صاحب نفس أماره . وإما يصح ويفيق من علته ويكون صاحب نفس مطمئنة لذلك اقسم الله سبحانه و تعالي بالنفس اللوامة و هو سبحانه لا يقسم إلا بكل جليل وعظيم وذلك ليلفت النظر إلى خطورة وأهمية هذه النفس فصاحب هذا القلب عليه أن يحذر من السقوط والتمادي في الرذيلة وإلا مات قلبه والتحق بالنفس الأمارة وعليه أن يجاهد نفسه وشهوته ويطلب من الله العون ليصبح صاحب قلب لين واع مخبت ويلتحق بالنفس الهادئة المطمئنة وتطيب روحه وبدنه .



*-وقد جمع الله سبحانه وتعالى بين هذه القلوب الثلاثة في قوله :-

﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ{52} لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ{53} وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{54} ﴾ (الحج)

*-فجعل الله ما يلقى الشيطان على قلوب الناس فتنه لمن في قلبه مرض والقاسية قلوبهم فإن اشربوا الفتنه زادت أمراضهم وزادت قسوتهم وإن قاوموها ورفضوها صحة قلوبهم ، فالفتن للاختبار والتمحيص وأحياناً مداً للغي فالله سبحانه يقول :-

· ﴿ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ{10} ﴾ (البقرة) هذا إن أصروا على تشرب الفتن واستعذبوها ، أما قلب المؤمن فهو القلب الناجي من الفتنه حيث يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة فهو قلب مخبت لربه مطمئن به مستسلم لقضائه راض به لا يضره ما يلقيه فيه الشيطان من فتن الشك والريبة إلى أن تصل به المرحلة إلي الترقية فى درجات الإيمان فلا يكون للشيطان سلطان عليه * ﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ{42} وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ{43} ﴾ (الحجر)

فالشيطان وان القي الفتن فى القلوب ليكتسب أعواناً وأتباعاً يؤنسوه في نار جهنم هو بإذن الله لتمحيص القلوب فالذين فى قلوبهم مرض ويصرون عليه تزيد الفتن موت قلوبهم . وهناك من يرفض الفتن ويقاومها فيصح قلبه ويزداد إيمانا بالله سبحانه وتعالى



شبهات { كالبدع والضلال}

فالفتن إما

شهوات { كالمعاصي والغي والظلم }



وفتن الشبهات تؤدى إلي فساد العلم والاعتقاد ، وفتن الشهوات تؤدى إلى فساد النية والإرادة والقصد

ورسول الله (صلي الله عليه وسلم) شبه التصاق الفتن من شهوات وشبهات بالقلب كما يلتصق الحصير بجنب النائم وتؤثر فيه شدة التصاقها ، والقلب إذا عرضت عليه فتنه وأشربها كما يتشرب الإسفنج الماء نكتت فيه نكته سوداء وهكذا حتى يسود تماماً وينتكس { ينقلب ويصير كالكوز المقلوب} ويصير أسود مرباد { أي فيه بياض يسير يخالط السواد} وينتهي به الحال إلى أن يشتبه عنده المعروف بالمنكر وربما استحكم عليه مرضه حتى يعتقد المعروف منكرا و يعادي أهله والمنكر حقا ويوالي أهله فهو متبع الهوى ، ومعبودة وإلهة هواه .

*-وقلب أبيض : فيه نور الإيمان فإذا عرضت عليه الفتنه أنكرها وعلم أن الحق في خلافها فيزداد نوره وإشراقه وقوته. ويعلم بطلان ما يلقيه الشيطان فيزداد إيمانه بالله ويثبته الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا في الآخرة . ويمن الله عليه بنعمة اليقين { واليقين درجات } ولا يأتي إلا بالتجارب الملموسة كما طلب إبراهيم الخليل من ربه أن يري كيفية إحياء الموتى .

والعبرة بخواتيم الأعمال حتى لا يطمئن المؤمنون إلي أعمالهم فيتهاونوا ويقنط العصاة من رحمة الله فيزدادوا في غيهم و ظلمهم فتصير الدنيا إلي الفوضى ، فالمؤمن لأبد أن يواظب علي طاعته حتى يختم به بعمل أهل الجنة و العاصي لا يقنط من رحمة الله و من التوبة فقد يكون نهاية عمله عمل من أهل الجنة فيدخلها .

وفي النهاية تقسم القلوب إلي قسمين : فالقلب الذي تمده مادتان إما يصح فيصبح قلب أبيض أو يموت فيصبح قلب أسود مرباد و هو الذي فيه بياض بسيط يخالط السواد ، فطريق الآخرة إما إلي الجنة وإما إلي النار ولا طريق ثالث .

- روي عن حذيفه ابن اليمان رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله r :

﴿ تعرض الفتن علي القلوب كعرض الحصير عوداً عوداً فأي قلب أشربها نكتت فيه نكته سوداء وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكته بيضاء حتي تعود القلوب إلي قلبين قلب أبيض فلا تضره فتنه مادامت السموات و الأرض ، وقلب أسود مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه ﴾ (أي الكوز المائل الذي لا يستقر فيه الماء)

-جاء أناس إلي رسول الله r فقالوا يا رسول الله إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم علي أحدنا أن يتكلم به ، قال أوقد وجدتموه ؟ ، قالوا نعم ، قال ذاك صريح الإيمان .

قال النووي رحمه الله ذاك صريح الإيمان ومحض الإيمان لاستعظامكم البوح بما يعرض ويلتصق بالقلب من فتن ، ، فاستعظام هذا وشدة الخوف منه ومن النطق به فضلاً عن اعتقاده إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالاً محققاً وانتفي عنه الريبة والشك ، قلت وأشد الفتن التصاقاً بالقلب للتمحيص هي فتنة الشك ، الفتنه المقصودة هنا هي فتنة الشك لاستعظام القوم عن البوح بما يعرض علي قلوبهم وما يدور في صدورهم وهو من أشد أنواع الوساوس والتي يحاول أن يصل بها الشيطان إلي قلب المؤمن فيعجز لحياة هذا القلب واتصاله بخالقه ، أما القلب الفاسد فيتلاعب به الشيطان ويغويه ويضله ويستسلم لفتنه وشكوكه ، والقلب الأبيض هو قلب المؤمن ، والقلب الأسود هو قلب الكافر والمنافق وفسقة المسلمين ، فالفتن التي تلقي علي القلوب هي فتن الشهوات و الشبهات ، و تكون سبباً لامتحان القلوب و تمحيصها ، هذه الفتن تلتصق بالقلوب كما يلتصق الحصير بجنب النائم و توثر فيه و تعاد و تتكرر مرة بعد أخري كما ينسج الحصير عوداً عوداً ، ومع كل فتنه يتشربها القلب تنكت فيه نكتة سوداء و كل قلب ينكرها و يعرف أن الحق في سواها تنكت فيه نكته بيضاء ، حتى تصير في النهاية القلوب إلي قلبين : قلب أبيض و هو قلب المؤمن وهو صاحب النفس المطمئنة و الروح الطيبة ، وقلب أسود مرباداً وهو قلب الفسقة والكفار والمنافقين

-روي ابن ماجة عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قيل يا رسول الله من خير الناس ؟ قال﴿ كل مؤمن مخموم القلب ﴾

قالوا : وما مخموم القلب ؟ قال : ﴿ هو التقي النقي الذي لا غش فيه ولا بغي ولا غدر ولا غل ولا جسد ﴾ رواة ابن ماجة وقال العراقي صحيح ، وقلب أسود و هو قلب الكافر و المنافق والفسقة فهم أصحاب النفوس الأمارة والأرواح الخبيثة .



* ولنلحظ أقسام القلوب وأقسام الأنفس وأقسام الروح : نجدها نفسها بما يعني أنه إذا ذكر القلب كان المقصود السر الكامن فيه وهو أنه منبع الروح التي هي النفس .



ذاكرة القلب : لفت انتباه الأطباء بعد عمليات نقل القلب التغيرات النفسية والسلوكية والادراكية في الكثير من الحالات وكذلك انتقال أشياء من ذاكرة الشخص الميت (المتبرع ) إلي الآخر الحاصل علي القلب فبحثوا عن السبب لكن كان كل بحثهم ينصب علي الجانب المادي فقط والحقيقة أن الذاكرة في الأساس قلبية روحية .

الذي لفت انتباه بعض أطباء الولايات المتحدة الأمريكية أن هناك ظاهرة غريبة تتعلق بأولئك المرضى الذين تمّ لهم زراعة القلب ، وزراعة القلب بدأت عام 1967 ثم تطورت هذه العملية حتى إننا نجد اليوم كل سنة أكثر من ألف عملية زراعة قلب تتم في الولايات المتحدة الأمريكية ، والأطباء الذين راقبوا حالة هؤلاء المرضى وجدوا شيئاً غريباً ، هذا المريض بمجرد أن تمّ تغيير قلبه تتغير أمور عميقة في شخصيته ، هناك تغييرات جذرية تحدث في شخصية هذا المريض.

هذه العمليات تتم عندما يتعرض إنسان أو يُشرف على الهلاك يكون لديه خلل في نظام عمل القلب أو بسبب انسداد شرايين القلب انسداداً كاملاً أو غيرها من الاضطرابات في نظام عمل القلب فهذه جميعها تستدعي أن يتم تغيير هذا القلب فيأتون بقلب لإنسان آخر مات مثلاً منتحراً أو مات بسبب حادث أو إصابة مفاجئة ويأخذون هذا القلب ويضعونه في قلب المريض فيعيش بعد ذلك بقلب غير قلبه .

فمثلاً هناك طالبة في علم النفس لديها فشل في عمل القلب أو خلل منذ الولادة وعمرها ثمانية وعشرون عاماً عندما قاموا باستبدال قلبها بقلب شخص آخر مات حديثاً ماذا كانت النتيجة ؟

عندما أفاقت بعد العملية وجد الأطباء أنه هناك تغييرات في شخصية هذه المريضة فعلى سبيل المثال: كانت لا تحب الألعاب الرياضية أبداً، وفجأة بعد أن تم زراعة القلب لها أصبحت من المتابعين للعبة كرة القدم ، هناك أنواع من المأكولات لم تكن ترغب في تناولها قبل العملية وبعد العملية أصبح لديها ميل شديد باتجاه هذه الأطعمة . وهناك تغييرات كثيرة حدثت في هذه الفتاة .

-كذلك طفل تم أيضاً استبدال قلبه بسبب خلل وراثي في القلب ، وعندما قام الأطباء باستبدال قلبه بقلب طفل آخر، ماذا حدث؟ حدث لديه خلل في الدماغ ، في الجانب الأيسر، وعندما بحث الأطباء عن سبب هذا الأمر وجدوا أن الطفل الأصلي صاحب القلب الأصلي كان لديه خلل في الدماغ في الجهة اليسرى .

وهناك مئات العمليات التي أجراها الأطباء في زراعة القلوب وجميعها كانت تحدث معها تغييرات عميقة في شخصية هذا المريض .

-ومثال آخر هناك طفل أيضاً قتل ، فأخذوا قلبه ووضعوه لطفل آخر لديه فشل في عمل القلب وإذا بهذا الطفل بدأ يرى كوابيس وأحلام مزعجة ، وبدأ يحس وكأن شخصاً يريد أن يقتله وهذه الحالة استرعت انتباه الأطباء فلما سألوه عن أوصاف هذا الشخص الذي يحاول قتله وصف لهم بدقة ما يراه ، وبالبحث توصلت إلي أن هذا الشخص هو القاتل ، من هنا نستطيع أن نستنتج أن هناك تغييرات مهمة جداً تحدث لهؤلاء الذين يزرعون القلب. ولكن.. ما هو التفسير العلمي لهذه الظاهرة ؟

هذه الظاهرة المحيرة لم يجد لها العلماء إلا تفسيراً واحداً وهو: أن في القلب مراكز خاصة بالذاكرة ، يعني القلب ليس مجرد مضخة لضخ الدم إنما في خلايا هذا القلب هناك برامج أودعها الله تبارك وتعالى تتحكم في عمل هذا القلب وتستقبل هذه البرامج المعلومات وكل ما يسمعه ويراه الإنسان ويتم تخزينه في القلب ثمّ يصدر القلب أوامره إلى الدماغ ليقوم بأداء مهامه . وليس هذا كل شيئ فالقلب منبع الروح والروح هي المسئولة عن الإدراك والوعي واليقظة وكذلك الذاكرة .

إذاً نستطيع أن نقول إن العقل هو القلب وليس الدماغ ، طبعاً هذه النتائج هي ملامح لظاهرة غريبة يراها الأطباء اليوم فهذا هو الدكتور (جاك كوبلاند) أشرف على أكثر من 700 حالة زراعة قلب فماذا وجد هذا الطبيب؟

الذي وجده أن هؤلاء المرضى يحدث دائماً مع كل تغيير للقلب تغييرات عميقة في شخصيتهم ، ولذلك قال أنا لا أستبعد أن يكون هناك شيء ما في هذا القلب نجهله تماماً ، (الحقيقة هو منبع الروح) ، وهنالك الكثير من الأطباء الذين يؤكدون هذه الحقيقة اليوم ولكن ليس لديهم دليل مادي ملموس على ذلك سوى الظواهر التي يشاهدونها أمامهم .

وهنا تتجلى أمامنا عظمة القرآن تتجلى أمامنا هذه الآيات العظيمة عندما قال رب العزة تبارك وتعالى﴿ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا ﴾ إذاً هذا سبق قرآني في علم النفس ، هذا السبق أكّد لنا أن القلب فيه مراكز كثيرة ويقول كثير من علماء الغرب اليوم إن خلايا القلب تختزن الذاكرة وتختزن ما يسمعه الإنسان وما يراه .

-فعندما أجريت عمليات نقل القلب من إنسان ميت إلي حي تغير إدراكه وفكره وسلوكه وأ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعد يونس
Admin
Admin
سعد يونس


الساعة الأن :
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 5951
نقاط : 13515
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 19/08/2010
العمر : 59

موسوعة الدكتور / سيد نافع  النفس والروح Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الدكتور / سيد نافع النفس والروح   موسوعة الدكتور / سيد نافع  النفس والروح Icon_minitime1الجمعة 08 أكتوبر 2010, 2:08 pm

النفس والروح

] وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا [ الإسراء-85

-وبالتالي يكون النفخ هو عن طريق الفم أو الأنف فكلاهما متصل بالآخر والمقصود أنها تسري في الممرات الهوائية وليس في ممر الطعام ، فآخر شيئ خرجت منه الروح عند الموت هو أول شيئ تدخل فيه حال بداية النفخ للجنين في بطن الأم ، وتبدأ حياة الجسد بدخول الروح فيه وان كان قبل نفخ الروح فيه حياة وهو في بطن أمه كالنائم إلا أنها حياة تختلف عنها بعد النفخ فالإنسان في حال النوم يكون فيه حياة تختلف عنها في حال اليقظة ففي النوم تفارق الروح الجسد ويعرج بها إلى العرش فحياة الإنسان في نومه تختلف عن حياته في اليقظة إلا أن في كل منهما حياة ، وحياة الإنسان بدأت من نطفة فيها حياة فالحيوان المنوي يتحرك ويتغذي والنطف الميتة لا يأتي منها نسل وبالتالي لا يحل إجهاض المرأة قبل نفخ الروح والتعلل بعدم نفخ الروح ، ففي الجنين حياة تكتمل بعد النفخ كما أنه لا يحل قتل الإنسان في حالة نومه أو يقظته فكلاهما قتل فالجنين قبل النفخ كالنائم جسد فارقته الروح تكتمل حياته عند الاستيقاظ بعودة الروح المسئولة عن الوعي والإدراك مرة أخري ، وهكذا وجود الإنسان في الدنيا ما هو إلا موت وبعث يومياً كل ما في الأمر أن الجسد لم يبلي بعد ، والذي بدءه من خلية واحدة قادر علي إعادته من جديد يوم القيامة وليس ذلك علي الله بعسير

] قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ [ الأعراف29 ] مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ [ لقمان28 .

والروح عندما تبلغ الحلقوم ينتزعها ملك الموت وتفارق الجسد حال الموت فراقاً كلياً يصحبه آلام وسكرات ، وروي أنه عندما حضرت عمرو ابن العاص الوفاة قال له ابنه يا أبتاه إنك كنت تقول لنا : ليتني كنت ألقي رجلاً عاقلاً لبيباً عند نزول الموت حتي يصف لنا ما يجد ، وأنت ذلك الرجل فصف لي الموت ، فقال يا بني والله كأن جنبي في تخت وكأني أتنفس من سم إبرة ، وكأن غصن شوك يجذب من قدمي إلي هامتي ( التذكرة للقرطبي ) .

-روي ابن ماجه عن شداد ابن أوس قال : قال رسول الله ] إذا حضرتم موتاكم فأغمضوا البصر فإن البصر يتبع الروح وقولوا خيراً فإن الملائكة تؤمن علي ما قال أهل الميت [ ( حديث حسن ) .

وتغميض الميت إنما هو بعد خروج الروح لا قبلها ولا أثناءها .

وتخرج الروح من فم الميت مع نَفَسُه وقبلها يبدأ نفس الإنسان في عدم الانتظام ثم ما يلبث الأمر طويلا حتى يتوقف الإنسان على التنفس ويتوقف القلب عن النبض ، وهذا الفراق وإن كان كلياً إلا أنه يظل لها إشراف عليه حتى وإن فني وتلاشي عن الأبصار

( ابن القيم في اتصال الروح بالجسد ) . ] فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ{83} وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ{84} وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ{85} [ (الواقعة)

*-وعن أثر الروح في الجسد وعلاقتها باتخاذ القرار:-

-روي عن أبن عباس رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالي :

] يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ [ (النحل 111)

قال ابن عباس ما تزال الخصومة بالناس يوم القيامة حتى تخاصم الروح الجسد

فتقول الروح : - رب الروح منك أنت خلقته و لم يكن لي يد أبطش بها و لا رجل أمشي بها و لا عين أبصر بها و لا أذن أسمع بها حتى جئت فدخلت في هذا الجسد فضعف عليه أنواع العذاب و نجني .

و يقول الجسد : - رب أنت خلقتني بيديك فكنت كالخشبة ليس لي يد أبطش بها و لا قدم أسعي بها و بصر أبصر به و لا سمع أسمع به فجاء هذا كشعاع الشمس فيه نطق لساني وبه أبصرت عيناي وبه مشت رجلي وبه سمعت أذناي فضعف عليه أنواع العذاب و نجني ، قال ابن عباس : فيضرب الله لهما مثلا أعمي و مقعد أدخلا بستانا فيه ثمر فالأعمى لا يبصر الثمر و المقعد لا يناله فنادي المقعد الأعمى ائتني فاحملني آكل و أطعمك فدنا منه فحمله فأصابا من الثمر ، فعلي من يكون العذاب ؟ قالا : عليهما ، قال رب العزة عليكم جميعا العذب ، فيوم القيامة تنطق الجوارح بقدرة الله و يشهد الإنسان علي نفسه ويكون العذاب للإنسان جسداً وروحاً مجتمعين ،

] يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{24} يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{25} [ النور



مراحل نمو الجنين من الناحية العلمية وأثر نفخ الروح فيه :-

الروح من عالم الملكوت ( كالجن والملائكة ) ، وهو عالم الغيب ، ويتولى الملك نفخ الروح في أنف الجنين بعد 120 يوماً بالتمام والكمال فقد قال رسول الله r : إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويأمر بأربع كلمات يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد فو الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى لا يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها [

(رواه البخاري ومسلم )



- رصدت أجهزة الموجات فوق الصوتية حديثا بعض حركات إرادية للجنين كمص الإصبع ابتدا من الأسبوع السادس عشر ويمكن في وقت مبكر رصد بعض الحركات الفردية للعضلات قبل الحركة الإرادية المنسقة بين الجهاز العصبي و العضلي و التى تحدث بعد نفخ الروح في بداية الأسبوع السابع عشر اى بعد120 يوم من الحمل .

ابن القيم في كتابه التبيان في أقسام القرآن : ( إن قيل الجنين قبل نفخ الروح فيه هل كان فيه حركة وإحساس أم لا ؟ )

قيل كان فيه حركة النمو والإغتذاء كالنبات ولم تكن حركة نموه واغتذاءه بالإرادة ، فلما نفخت فيه الروح انضمت حركة حسيته وإرادته إلي حركة نموه واغتذاءه ) ، يقصد فيه حياة كحياة النبات فلما نفخت فيه الروح نبعت معها الإرادة وهذا ما يؤكده العلم الحديث .

ويمكن للجنين سماع الأصوات وتظهر حركته الإرادية للأم بعد أربعة أشهر ( أي بعد الأسبوع السابع عشر من الحمل وتستطيع المرأة متكررة الولادة أن تشعر بالحركة مبكراً في الأسبوع السادس عشر ) ويتفق هذا مع الاحتياط بتحديد أكبر مدة لعدة المطلقة والمتوفي عنها زوجها استبراء للرحم باتضاح كل علامات الحمل وخاصة شعور الحامل بحركة الجنين بعد نفخ الروح فيه

قال تعالي :

] وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ٌ [البقرة234



قال الدكتور كيث مور أستاذ علم الأجنة في كتابه أطوار خلق الإنسان يتوقع الوضع بعد 147 (+ أو – 15 ) يوم من اتضاح حركة الجنين ومدة الحمل منذ الإخصاب 266 يوم ( 38 أسبوع ) فتكون المدة قبل حركته 119 يوم أي أربعة أشهر وهي ما تطابق المدة التي حددها رسول الله موعداً لنفخ الروح وكذلك تقارب مدة العدة للمطلقة والمتوقي عنها زوجها

وكان السائد منذ عهد أرسطو في القرن الرابع قبل الميلاد وحتى عهد قريب قبل تطور علوم الطب واختراع المجهر أن الجنين يخلق كاملاً من دم الحيض نتيجة للتحفيز بالمني ، ولا أحد يعرف شيئاً عن أطوار تخليقه .

ومن المعلوم أنه جاء عن رسول الله العديد من الأحاديث الصحيحة بعضها يذكر الأطوار وبعضها يذكر المدد والجمع بينهم بفهم واعي يتضح الإعجاز النبوي والعلمي وسبق الإسلام العالم في هذا العلم ويتضح دلائل النبوة :

-فمن المأثور الذي حافظ علي ترتيب الأطوار وخلا من المدة ما رواه البخاري عن أبي النعمان وما رواه مسلم عن أنس قال رسول الله : (إن الله وكل بالرحم ملكاً يقول أي رب نطفة أي رب علقة أي رب مضغة فإذا أراد الله خلقها قال يا رب أذكر أم أنثي ؟ أشقي أم سعيد ؟ فما الرزق ؟ فما الأجل ؟ فيكتب كذلك في بطن أمه ) .



-وما فيه تحديد مدة اتضاح الهيئة الإنسانية ما أخرجه الإمام أحمد والإمام مسلم والبيهقي عن حذيفة ابن أسيد قال سمعت رسول الله بأذني هاتين يقول : ( إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة ) ، وفي رواية أخري ( إذا وقعت النطفة في الرحم ومضي عليها خمس وأربعون ليلة قال الملك قال الملك يا رب أذكر أم أنثي ؟ )

وفي رواية أخري ( يدخل الملك علي النطفة بعدما تستقر بأربعين أو خمس وأربعين ليلة فيقول يا رب أشقي أم سعيد ؟ فيكتبان ، فيقول أذكر أم أنثي ؟ فيكتبان ويكتب عمله وأثره وأجله ورزقه ثم تطوي الصحف فلا يزاد فيها ولا ينقص )

وفي رواية أخري ( إذا مر بالنطفة اثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكاً فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظمها ثم قال يا رب أذكر أم أنثي ؟ فيقضي ربك ما يشاء ويكتب الملك ، ثم يقول يا رب أجله فيقول ربك ما يشاء ويكتب الملك .........باقي الحديث)

وذكر أربعين أو اثنتين وأربعين أو خمس أربعين ليلة يحمل علي أن المراد فترة تختلف من حمل لآخر في تلك الحدود وكلها متقاربة وفي ذكر مدة الحمل وموعد الوضع في علم النساء والتوليد يحسب الوقت المحدد بزيادة ونقصان خمسة عشر يوم ، وبالفعل تتضح معالم الذكورة في الشهر الثالث بعد اكتمال أوليات الأعضاء وإلا استمر الجنين بهيئة النفس الواحدة في الجنسين حتي تضح الأنوثة في الرابع .

وتضح الحركة الإرادية للجنين في أربعة أشهر كعلامة محسوسة للتغير المصاحب لنفخ الروح ، والثلاثة أطوار ( النطفة والعلقة والمضغة ) تقع في الستة أسابيع الأولي قبل تكون اللحم والعظام خاصة لعدم ذكر النطفة وبيان منحها كل الأربعين فلو أن الأربعين للنطفة وحدها ولكل من الطورين الآخرين مدة مستقلة مساوية لذكرت بالاسم بياناً لاستمرارها في كل الأربعين ، وقد ورد في حديث حذيفة ابن أسيد ما يدل علي خلق العظام واللحم ( العضلات )في أول الأربعين الثانية وهذه الرواية تؤكد صريحاً وقوع الأطوار الثلاثة الأولي في الستة أسابيع الأولي ( اثنتان وأربعين ليلة ) وتكون العظام واللحم ابتداء من الأسبوع السابع ، وبذلك يمكن الجمع بين الروايات الصحيحة فنجد أن هذا ما يستقيم مع الواقع والحقائق العلمية الحديثة فيزول توهم التعارض وتتألق دلائل النبوة .

و جاء لفظ الروح في القرآن على عدة أوجه :-

1- الوحي ( وهو كلام الله) . وسمي روحاً لما يحصل به من حياة القلوب والأرواح



* ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{52} ﴾ الشورى

* ﴿ رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ{15}﴾ غافر

* ﴿ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ{51}﴾ الشورى

2-القوة والثبات والتأييد للمؤمنين من الله سبحانه وتعالى :-



*﴿ لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{22} ﴾ (المجادلة)

3- جبريل عليه السلام :-



*﴿ وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ{192} نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ{193} عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ{194 ﴾ الشعراء



*﴿ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ{102} ﴾ (النحل)



﴿ قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ{97} مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ{98} ﴾ (البقرة)

2- الروح التي سأل عنها اليهود فأجيبوا بأنها من أمر الله قيل أنها الروح المذكورة في قوله تعالى :-



﴿ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً{38} ﴾ (النبأ)



﴿ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ{4} سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ{5}﴾ (القدر)

5- عيسى بن مريم عليه السلام :-



*﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً{171}﴾ (النساء)

6- أما أرواح بني آدم فجاءت في القرآن بلفظ النفس وهذا يعني أن النفس هي الروح وأن الإنسان في الحقيقة روح .

المضاف إلى ذات الله نوعان :-

1- إضافة صفات لا تقوم بنفسها وهي كلها ليست مخلوقة كالسمع والبصر واليد والوجه



2- إضافة أعيان منفصلة عن ذاته كالبيت (بيت الله) والناقة (ناقة الله) والعبد والرسول (رسول الله) والروح (روح الله) وكلها مخلوقات لله منفصلة عن ذاته سبحانه وتعالى .



ولفظ الروح عندما تضاف لله سبحانه وتعالى هي إضافة أعيان منفصلة عن ذاته تبارك وتعالى كالبيت والناقة والعبد والرسول فهذه إضافة مخلوقات إلى خالقهم وهي إضافة تقتضي التشريف والتخصيص يتميز بها المضاف عن غيره .

فالأرواح كلها مخلوقة لله منفصلة عن ذاته سبحانه وتعالي وإضافة الروح إليه كروح عيسى بن مريم عليه السلام وروح آدم عليه السلام هي إضافة خاصة تقتضي التشريف والتخصيص لا أنها من ذاته تبارك و تعالي .

وهناك إضافة صفات إلى ذات الله * كالعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام وكذلك اليد والوجه فكل هذا هي صفات له تبارك وتعالى ليست مخلوقة فالذات الإلهية ليس كمثله شئ تبارك وتعالى عن الشبيه والند والنظير .





***وأرواح البشر تلتقي في الدنيا في اليقظة فقد يخطر علي بالك شخص فتراه أمامك وقد يحس الإنسان بما يحدث لأخيه أو أمه أو أبيه أو من يحب من أصدقائه وهو بعيد عنه وتلتقي في النوم فقد يرى في نومه ما يعانيه الأحباب فهذا نوع من التقاء الأرواح وهو من الرؤى الصادقة

* وفى حالة اليقظة تجد من ترتاح إليه دون أن يقدم إليك معروفا وتجد من لا ترتاح إلى رؤيته بدون سبب واضح ولكن السبب الحقيقي هو تلاقى الأرواح وتعارفها وتناكرها وهذه خاصية وضعها الله سبحانه وتعالى في الأرواح .

* ذكر عبد الله بن مندة الحافظ في كتاب (النفس والروح) من حديث محمد بن حميد عن سالم عن أبيه قال : لقي عمر بن الخطاب t على بن أبى طالب كرم الله وجهه فقال له : يا أبا الحسن ربما تكون شهدت وغبنا وغبنا وشهدت ، ثلاثاً أسألك عنهن فهل عندك منهن علم فقال له على بن أبي طالب وما هن ؟

فقال عمر : " الرجل يحب الرجل ولم يرى منه خيرا والرجل يبغض الرجل ولم يرى منه شرا ؟

فقال على :- نعم سمعت رسول الله r يقول :

﴿ إن الأرواح جنود مجنده تلتقي في الهواء فتتشام كتشام الخيل فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ﴾ .

قال عمر واحده ، ثم قال : والرجل يحدث الحديث إذ نسيه وبينما هو وما نسيه إذ ذكره ؟

فقال على :- نعم سمعت رسول الله r يقول :-

﴿ ما في القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر بينما القمر مضئ إذا تجللته سحابة فأظلم إذ تجلت فأضاء ، وبينما القلب يتحدث إذا تجللته سحابة فنسي إذ تجلت عنه فيذكر﴾ .

* قال عمر إثنتان ، ثم سأل : والرجل يرى الرؤيا فمنها ما يصدق ومنها ما يكذب ؟

* فقال على : نعم سمعت رسول اللهr يقول :

﴿ ما من عبد ينام يتملى نوماً إلا عرج بروحه إلى العرش فالذي لا يستيقظ دون العرش فتلك الرؤيا التي تصدق والذي يستيقظ دون العرش فهي التي تكذب ﴾.

* فقال عمر : ثلاث كنت في طلبهن فالحمد لله الذي أدركتهن قبل الموت .

(الحديث عزاه الهيثمي في المجمع كتاب العلم باب سؤال العالم عما لا يعلم ، والطبراني في الأوسط)

وظل عمر بن الخطاب يعجب من كلام على t فقال على بن أبى طالب له حين عجب لرؤيا الرجل لم تخطر له على بال

يا أمير المؤمنين يقول الله عز وجل ﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ الزمر42

فالأرواح يعرج بها في منامها فما رأت وهى في السماء فهو الحق ، فإذا ردت إلى أجسادها تلقتها الشياطين في الهواء فكذبتها فما رأت من ذلك فهو الباطل .

--وذكر الطبراني من حديث على بن أبى طلحه أن عبد الله بن عباس t قال لعمر بن الخطاب :- يا أمير المؤمنين أشياء أسألك عنها ، فقال : سل ما شئت ، قال يا أمير المؤمنين مم يذكر الرجل ومم ينسى ؟

ومم تصدق الرؤيا ومم تكذب ؟

* فقال عمر بن الخطاب :- إن على القلب ضخاوة كضخاوة القمر إذا تغشت القلب نسي بن آدم فإذا انجلت ذكر ما كان نسي .

* وأما مم تصدق الرؤيا ومم تكذب ؟ فإن الله عز وجل يقول ﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ الزمر42

فمن دخل منها في ملكوت السموات فهي التي تصدق وما كان منها دون الملكوت فتلك التي تكذب .





............................................................................................



*-ومن خلال التجربة وجدت نتيجة لاتصال الروح بالدم أن هناك علاقة دلالة بين فصيلة الدم والروح ، وبالتالي بين فصيلة الدم والطباع والسلوك ، وبالتالي بين العقل وفصيلة الدم ، لأن منشأ السلوك والطباع هو العقل والعقل بالقلب والقلب منبع الروح .

* - فالسلوك المكتسب وهو السلوك العقلي وهو تفاعل الإنسان مع البيئة التي يعيش فيها ، ما يضيفه إليها وما يكتسبه منها ويلعب العقل الدور الرئيسي فيه ( السلوك العقلي ) : وهو نتيجة الخبرات والمعارف التي يتعلمها الإنسان بالممارسة في حياته وهو يعتمد علي العقل وجعل الله تبارك وتعالي العقل في القلب وجعل مدخلات المعارف هي وسائل الحس من سمع وبصر وبقية الحواس قال تعالي :

- ﴿ وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ النحل78 ،

- ﴿ وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ﴾ المؤمنون78

- ﴿ {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون ﴾ الأحقاف26



- فجعل الله وسائل التعلم واكتساب المعارف السمع والبصر والفؤاد وهو القلب (العقل الباطن) وهو منبع الروح ، وبالتالي السلوك العقلي والذي يقوم علي الاستدلال والاستنتاج ويشترط لصحته أن تكون المقدمات صحيحة والقلب سليم لذلك يتأثر بالتركيبة النفسية الروحية للشخص وهذا يختلف من إنسان إلي آخر ، إلا أن أصحاب نفس الفصيلة تجد سلوكياتهم متشابهه إلي حد كبير لتقاربهم الروحي فالسلوك يعتمد في المقام الأول علي محل الإدراك والعقل من حيث الإدراك هل هو ذهني أم قلبي ، ولا اصح من كتاب الله وسنة رسوله العظيم ﴿ تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴾ الجاثية6 ، وقد حث الإسلام علي التعقل والتدبر والتفقه وكلها أمور قلبية وهي ما تؤدي بالضرورة إلي السلوك الصحيح اللائق .

- فالعين تبصر والأذن تسمع والعقل ( الفؤاد ) يترجم ويحلل ويضع المعاني والمفاهيم اعتماداً علي ما اكتسبه الإنسان في حياته من دراسة وعلوم وتجارب سابقة مختزنة في ذاكرته وبناءاً عليه يتخذ الإنسان القرار المناسب ، ومن خلال ذلك يحكم علي الأشياء بميزان العقل من حيث الخطأ والصواب من حيث القبح أو الاستحسان وتأتي المعتقدات والأفكار الراسخة في الأعماق فإن حسنت تلك المعايير وكان الدين والشرع هو المعين الذي لا ينضب هو الأصل زكي هذا العقل وكان هذا الميزان صائباً ودقيقاً وإلا فسد واضطرب ﴿ ولتصغي إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ﴾ الأنعام113 والإصغاء هو بالأذن وقد استعاض الله تبارك وتعالي عنها بالفؤاد الذي هو القلب لأنه هو المسئول في الحقيقة ، لذلك عندما دعي إبراهيم عليه السلام ربه قال ﴿رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾ إبراهيم37 أي أناس أصحاب قلوب رحيمة ، وبالتالي السلوك العقلي المسئول عنه القلب والذي منه النية والإرادة والقصد وبالتالي المسئول عن السلوك هو الروح ( قل كل يعمل علي شاكلته) ، فبحسب الروح يكون السلوك



كيف تتم العمليات العقلية في الإنسان ؟

ما هو مفهوم العقل الصحيح ؟ وما هي كيفية إجراء العمليات العقلية في الإنسان ؟ وهل العقل هو مكون عضوي أم ماذا ؟

الحقيقة أن العقل هو شيئ معنوي يستدل عليه من السلوك ، فهناك فرق بين العقل كمعني والمخ وأعضاء الحس كمادة ، وهذا الفرق موجود في اللغة الإنجليزية أيضاً ، وبالتالي يجب البحث في السلوك البشري والذي يعتبر السلوك العقلي أهم مكوناته في حال نضجه واكتماله .

وهذا البحث في السلوك هو جوهر علم النفس لأنه هو علم دراسة السلوك ، وبالتالي هو علم دراسة العقل ، وإذا كان العقل الصحيح في القلب الصحيح كما يقول تعالي ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور{46} ﴾ (الحج)

فالقلب هو العقل وهو اللب وهو الفؤاد لأن القلب هو منبع الروح ، وبالتالي يجب أن يوصلك البحث في علم النفس إلي معرفة الكثير عن أحوال الروح وخصائصها وإلا لن يصل علم النفس بدون هذا المدخل إلي نتائج صحيحة يمكن الاعتماد عليها ، ولكي تبحث عن أحوال الروح وخصائصها وهذا الجانب هو من عالم ما وراء المادة والحس يجب أن يكون المدخل إلي هذا العلم هو الوحي الإلهي المعصوم وهو القرآن والسنة النبوية المطهرة ، فبذلك تستطيع فهم الكثير من الظواهر والأمراض التي تعتري النفس البشرية وكذالك تستطيع الوقاية منها بل وعلاجها .

فمعرفة العمليات العقلية في الإنسان تمكنا من التعرف علي حقيقة العقل وبالتالي معرفة المسئول عن السلوك وأسباب اختلاف الناس

تعتمد العمليات المعرفية والعقلية والتعليمية علي عدة جوانب وهي علي التوالي :

1 :- الإحساس :- والمسئول عن الإحساس في الإنسان :- أعضاء الحس المختلفة مثل العين والأذن واللسان حيث التذوق والأنف حيث الشم والجلد ،كل تلك الحواس متصلة بالجهاز العصبي فالجهاز العصبي للإنسان متمثلا في المخ وأعضاء الحس يمثلون القاعدة البيولوجية للعقل والسلوك في الإنسان .

2 :- الانتباه :- الأعمال العقلية هذه ما قصدها رسول الله بقوله كل عمل ذو بال لم يبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر) أي ناقص ومنزوع البركة وهي الأعمال التي تحتاج إلي تركيز وفهم وتعقل وإرادة وانتباه ( وهي الأفعال والسلوك الإرادي المتأني ) .

يشترط لإجراء أي عملية عقلية بنجاح أن يكون الإنسان في قمة الوعي والانتباه والتركيز ، وهنا يأتي دور القلب (اللب -الفؤاد – البال) الذي يجب أن يكون فارغاً مما سوي هذه العملية وإلا لن تتم بنجاح وسيكون عنصر التشويش قد ألم بها ، يقول رب العزة تبارك وتعالي : ﴿ مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ﴾ أي لا يستطيع الإنسان إجراء أكثر من عملية عقلية بنجاح في آن واحد لأن الله لم يخلق للإنسان إلا بؤرة إحساس واحدة وهي التي يتم تجميع كل أنواع الحس فيها حيث تفهم وتسجل كذاكرة وتعطي معاني وهذا هو الإدراك .

3 :- الإدراك :- هي عملية معرفية يتم بها إعطاء الأحاسيس التي تصل من أعضاء الحس إلي المراكز الحسية في الدماغ والتي تصل إلي بؤرة الحس المعاني والمفاهيم ، وكذلك المثيرات التي يتم الانتباه إليها معاني ودلالات ، بمعني آخر هي عملية تفسير المثيرات الحسية وفهم معانيها والتفرقة بينها ، وهذا ما يقصد به الفهم والفقه وهذا هو دور القلب دور الروح وليس دور المادة ، يقول تعالي

﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ الأعراف179 ، فالإدراك هي عملية معرفية عليا معقدة تتم في القلب ومرتبطة بالروح

4 :- الذاكرة :- هي عملية معرفية تعني تخزين ما تم اكتسابه من معلومات وخبرات بهدف استرجاعها عند الحاجة إليها بعد انقضاء فترة من الزمن قد تطول وقد تقصر ، وهذا ما يسمي حفظ المعلومات ، وإذا لم يتمكن الشخص من عملية الاسترجاع هذه فهذا سلوك يسمي نسيان ، وتأتي حدة الذاكرة لما تم تخزينه بشكل جيد إذا وصل إلي بؤرة الحس التي كانت مهيأة لاستقباله

يقول تعالي ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ ق37 ،



-وقد لخص رب العزة تبارك وتعالي العمليات المعرفية والعقلية :- في الآية الكريمة ﴿ وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ النحل78 ، فذكر الخالق تبارك وتعالي وسائل الحس المسئولة عن نقل الأحاسيس كالعين والأذن وهي المادة البيولوجية للعقل والمعرفة ، والفؤاد وهو القلب الذي هو منبع الروح والذي يتم فيه باقي العمليات العقلية والمعرفية المعقدة .

احتوت الآيات علي وسائل التعليم والتعلم وإدراك المعرفة في الإنسان فجاء ذكر السمع والبصر للدلالة علي أعضاء الحس الأخرى كالشم والتذوق وكذلك حاسة الجلد وما به من مستقبلات اللمس والحرارة والبرودة والضغط والألم لتفيد هذه المستقبلات في معرفة خصائص المواد التي تلامس الجلد ، وكذلك الإحساس بالحركة والتوازن عن طريق الأذن الداخلية وما تؤدي إليه من مراكز الحس في الدماغ وأهميتها في العمليات العقلية والمعرفية في كافة العلوم المادية والطبيعية والفيزيائية وكذلك ما وراء المادة .

وجاء الفؤاد وهو القلب والذي هو بؤرة الحس والذي يجب أن يكون في غاية الانتباه والتركيز ولا يشغله شاغل أثناء تلك العمليات وإلا شابها القصور وصعب كذلك تذكرها عند الحاجة ، فما لم يدخل إلي هذه البؤرة صعب تذكره وهذا هو دور القلب في الذاكرة والتي تعتبر مستديمة إذا أحسن فهمها واستيعابها ، والقلب هو المكان الذي يتم فيه تحليل المؤثرات والمنبهات الداخلية والخارجية التي تصل إلي الدماغ ومراكز الحس وإعطاء هذه المؤثرات معاني ومفاهيم وهذا هو الإدراك وهو الأهم في العمليات العقلية والتي يسبقها الانتباه وهو بالقلب أيضاً وما يتم فهمه وإدراكه يخزن في القلب كذاكرة مستديمة يسهل استرجاعها عند الحاجة .

كل أحاسيس الإنسان من فرح وحسرة وألم وسعادة وتعاسة وانبساطاً وانقباضاً يحسها في قلبه وليس في دماغه لأنه بؤرة كل الأحاسيس .

والقلب هو منبع النية والإرادة والقصد وعليه يوجه أعضاء الحس المختلفة لاستقبال ما يريد ويوافق هواه فيمكن أن يوجه العين إلي النظر إلي ما حرمه الله ويمكن أن يصرفها عن ذلك ويوجهها إلي النظر إلي الطيب وكذلك باقي الحواس كالأذن يمكن أن يسمع الخير أو أن تسمع الخبيث وكذلك اللسان بالقول الطيب أو القول الفاحش .

فالقلب هو اللب وهو البال ويستطيع الإنسان توجيهه وتركيزه أو صرفه تجاه منبه معين دون آخر وهذا فعل إرادي يحتاج إلي نية وقصد وعليه تكون أجهزة الحس و الأعصاب التي توصل تلك الإشارات والمنبهات إلي الجهاز العصبي المركزي وهو المخ هو الأساس البيولوجي لعمليات الإحساس والتي هي المرحلة الأولى في العمليات العقلية والمعرفية و بدونها لا يمكن للإنسان تحصيل العلوم و إتمام العمليات المعرفية و ياتى الانتباه و الإدراك ليترجم الأحاسيس إلي معاني و أفكار و معلومات و هذا دور الروح وللوصول إلى المعرفة السليمة يجب أن تكون الجهاز العصبي صالحاً والذي لغته الإشارات الكهربية كالكمبيوتر إلا أنها في الجهاز العصبي كهربية كيميائية لأنها تسير في أنسجة حية وليست وصلات مادية جامدة ، ويكون القلب ( الفؤاد – اللب - البال ) صالحاً ففيه تتم باقي العمليات المعرفية المعقدة كالانتباه والإدراك والذاكرة وكل هذه العمليات تتم في آن واحد ففي حال استقبال المؤثر يتم الإحساس والإدراك والذاكرة فيحصل بذلك إدراك المعرفة ، وتحتاج العلوم الميتافيزيقية وهي علوم ما وراء المادة إلي قلب واعي متصل بخالقة ويستمد نوره من الوحي المعصوم وينتج بذلك عند الإنسان ما يعرف بالحاسة السادسة وهي الشفافية والتخاطر أما إذا كان القلب قاسياً ولا يهتم إلا بالمادة فقد الإنسان هذه الحاسة وإن سعي إليها يكون في الاتجاه الخطأ كالاستعانة بالجن والسير في مجاهل ما وراء الطبيعة .
كذلك إذا فسد القلب لخبث الروح اختل العقل ووصل الإنسان بعلومه إلي تدمير النفس والغير لخلو علومه من الضوابط العقلية السليمة وإن بدي له عكس ذلك




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعد يونس
Admin
Admin
سعد يونس


الساعة الأن :
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 5951
نقاط : 13515
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 19/08/2010
العمر : 59

موسوعة الدكتور / سيد نافع  النفس والروح Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الدكتور / سيد نافع النفس والروح   موسوعة الدكتور / سيد نافع  النفس والروح Icon_minitime1الجمعة 08 أكتوبر 2010, 2:09 pm

النفس والروح

] وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا [ الإسراء-85

* وينقسم الناس عموماً علي اختلاف أجناسهم ودياناتهم إلي ثلاث أقسام : -

1-قسم إدراكه وعقله بقلبه ( Heart Minded ) والأصل في الإدراك القلبي يكون فى الفصيلةO - B

الإدراك القلبي له علاقة بفصيلة الدم وهو كالآتي :

80 ٪ من الفصيلة O - B



20 ٪ من الفصيلة - AB A



2-وقسم إدراكه وعقله بذهنه (Brain Minded ) والأصل في الإدراك الذهني يكون فى الفصيلة AB - A

والإدراك الذهني هو كالآتي :

80 ٪ من الفصيلة A - AB



20 ٪ من الفصيلة O - B

وأصحاب الإدراك الذهني هو مادي الفكر ودور العاطفة والقلب عنده يكون قليل وربما معدوم والمدخل إلى تركيبتهم النفسية هو من جهة الذهن لا القلب وحساباتهم مادية قاسية .

3-والقسم الثالث بينهما وهناك تفاوت في درجة موازنته بينهما .



-وأصحاب الفصيلة B - O يتلاقون فى الأغلب مع بعضهم ولا يتفقون في كثير من الأحيان مع الفصيلة A - AB

وهذا ليس على وجه الإطلاق ولكن في الأغلب والأعم ، فبالتجربة والتدقيق وجد أن اختيار الأصدقاء والرفقاء ليس اختيار عشوائي حتى أصدقاء الطفولة إنما السر فيه هو تشابه الأرواح يقول رسول الله r :

﴿ الأرواح جنود مجندة تلتقي في الهواء فتتشام كتشام الخيل فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها أختلف ﴾

فتجد أصحاب الإدراك القلبي يأتلفون مع بعضهم ، وأصحاب الإدراك الذهني يأتلفون مع بعضهم ، وتلحظ ذلك في أماكن التجمعات في المدارس والجامعات بعد فترة وجيزة من بداية العام الدراسي تجد الدفعة قد قسمت إلي مجموعات وشلل يجمع كل مجموعة تقارب فكري وروحي ، وتشابه فصائل الدم هو علامة علي هذا التقارب .

فكل اختيار بين البشر حتى في الزواج يكون علي هذا الأساس إذا خلا من المصلحة ، فتجد أقرب الأزواج فكرياً متشابهي الفصيلة وهذا في الغالب وليس علي الإطلاق فلكل قاعدة شواذ وهو ما يفسره قول رسول الله r ﴿ القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبهم كيف يشاء ﴾ ، فمن هنا تجد أغلب أصحاب الفصيلة B,O إدراكهم قلبي و النسبة المتبقية إدراكهم ذهني وهذا هو التقليب المقصود . والله أعلم .

ويقول تعالي ﴿ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ الأنعام110.

- ونظرا لأن الروح متصلة بالدم جاءت فصيلة الدم لتكوين علامة marker لمعرفة طبيعة الروح في الإنسان وبالتالي فكرة وسلوكه ، إلا أن الفصيلة هي علامة و ليست سبب .

ففصيلة الدم تحدد بواسطة جينان B , A وفصيلة الدم O تحدد بعدم وجود هذين الجينين على كرات الدم الحمراء ،

و الفصيلة A 80% منهم إدراكه ذهني و الـ20% الباقية قلبي ، لذلك فالفصيلة علامة وليست سبباً في سلوك الإنسان . فليس للإنسان دخل ولا إرادة في اختيار فصيلة دمه ، وبالتالي لا يصح أن يقال إذا كان الأمر كذلك فما هو دخل الإنسان في كونه يحمل الفصيلة A أو B ، فمعرفة فصيلة الدم تدل على طبع الروح وسلوك الإنسان ، ومن معرفة طبيعة روحه أي أنه يعتمد علي قلبه أم دماغه في عقل الأمور وبالتالي يمكن أن تصل إلى معرفة دوافعه وسلوكه وفكره وبالتالي شخصيته ككل.

وهناك ما يميز كل فصيلة عن غيرها : -

مواصفات الفصيلة (A)

1- يعتمد على المخ ( الذهن ) في الإدراك والفكر والسلوك ووزن الأمور فهو يعتقد أن العقل بالمخ وأن العاقل من أحسن استخدام مخه فهو يعتمد علي القياس , والقلب بالنسبة له مجرد مضخة فقط والمدخل الرئيسي إلى شخصيه ذهنه

2- وبما أن المخ هو محل الإدراك للمادة والمحسوسات وهو محل عمل العمليات الحسابية ، فهو مادي الفكر وتغلب عليه المادية في كل شئ فلا يعتقد في وجود إلا ما كان مدرك بالحواس الخمس اعتقاداً يقينناً ومعرفته عن الغيبيات والروحانيات قاصرة ولا يحب الخوض فيها .

3- دراسة الجدوى أساس في كل علاقاته ومعاملاته فهو يسير وراء المصلحة وعلاقاته كلها مصالح ، ولا وقت عنده إلا في التفكير فيما يأتي بالمصلحة المادية وبأي طريقه فالغاية عنده تبرر الوسيلة (ميكافلي) .

4- يجب المدح والثناء والظهور والرياسة وان يكون دائما في الصدارة .

5- لا يحب المواجهة مع الخصوم وكل مؤامراته في الخفاء والضرب عنده تحت الحزام .

6- النمط الغربي والذي يعتمد على الذهن يبهره كثيرا ويعتقد أن ذلك هو انجح الأنماط نظرا للتقدم الكبير فى مجال المادة الذي حققه الغرب علي حساب كل القيم والمبادئ والأعراف والرحمة .

7- نظرته للأمور سطحية وكل ما يهمه الشكل الخارجي وليس المضمون لذلك يمكنه مسايرة هذا العصر بكل سهوله والعيش في أي ظروف (فتح مخك تأكل ملبن) وهذه سبب كل الكوارث .

8- المادة هي وسيلة أمانه ويعتمد عليها في تحقيق كافة أهدافه ويسعى للحصول على السلطة والنفوذ بجانبها فهو يعتمد على عقله وماله وجاهه .

9- سريع الحركة قليل الصبر لا يحب البقاء في أى مكان فترة طويلة يحب التجديد وكثرة الحركة .

10- قلق دائما ومتوتر ويخاف من المستقبل لذلك يزداد وينهمك في تأمين مستقبله ومستقبل أولاده بالمادة

11- مصلحته الخاصة فوق كل اعتبار وفى سبيلها يتخطى رقاب الجميع ولا أحد عنده عزيز فالغاية عنده تبرر الوسيلة ويمكنه التحالف مع الشيطان إن كان في ذلك مصلحته .

12- دور العواطف عنده قليل ويكاد يكون معدوم فالقلب عنده مجرد مضخة فهو بارد العواطف تماما كالغربيين وعواطفه نزوات

13– كثير الكلام و يعتمد علي الفهلوة والمنظرة والتكبر لجلب الرزق .

14- معظم كلامه واهتمامه منصب في الفن والكرة ، ويحب التجديد المستمر ، وفي الفن يحب الموسيقى الصاخبة والإيقاع السريع

15- معظمهم يحب الكلام في الجنس ولا يتورع ولا يستحي حتى مع كبر سنه .

16- كالإنسان الآلي تماماً جسد بلا روح بلا قلب – لأن القلب عنده معلق بالدنيا وبكل شهواتها وملذاتها .

17- أصدقاءه من نفس الفصيلة والفصيلة AB .

18- عصبي المزاج جداً وعنيد ويتمسك برأيه لأقصي درجه ولا يحب النقد ويطرب للثناء والمدح كثيرا .

19-علماء هذا القسم يعتبر علم الشريعة غايتهم أما الحقيقة فلا تشغلهم كثيراً فهم علماء الظاهر والذي يغلب عليهم التشدد وهم ما يطلق عليهم النصيين ويعتمدون علي التصريح دائماً وتجد أكثرهم يهتم بالجوانب الشكلية في كافة مناحي الحياة حتي في العبادات ، وفهم المعني بالتلميح يصعب عليهم هذا الأمر فهم سطحي الفهم والفكر ، إلا أن معظمهم يبرعون في العلوم الرياضية والحسابية والتي تعتمد أساساً علي القياس والذهن .

20 – أغلب نساء هذه الفصيلة بهم جرأة وقليلي الحياء ، يبالغن في الاهتمام بالمظاهر ، وقليلي المجهود المنزلي ، البخل عادة فيهم وقد تجد العكس وهو الإسراف لكن في غير موضعه ، كثيري الكلام ولا يفضل أن يكون لهم إسهامات في نفقات المنزل ، يكون التفاهم مع من يحمل نفس الفصيلة من الرجال ويكون التوافق كبير .

21-إلا انه يوجد حوالي 20 ٪ من الفصيلة ( A , AB ) لا ينطبق عليهم كل تلك المواصفات نظرًا لأن إدراكهم قلبي وتغلب عليهم العواطف والإحساس فيكونوا على عكس ما سبق تماماً ويلتحقوا بالإدراك القلبي ويكون فضل الله عليهم عظيماً .



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعد يونس
Admin
Admin
سعد يونس


الساعة الأن :
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 5951
نقاط : 13515
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 19/08/2010
العمر : 59

موسوعة الدكتور / سيد نافع  النفس والروح Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الدكتور / سيد نافع النفس والروح   موسوعة الدكتور / سيد نافع  النفس والروح Icon_minitime1الجمعة 08 أكتوبر 2010, 2:10 pm

النفس والروح

] وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا [ الإسراء-85

مواصفات الفصيلة (B – O)

1- يعتمد على القلب في الإدراك والفكر والسلوك ووزن الأمور فالعاقل هو من مكان إدراكه بقلبه ودور الذهن عنده محصور والقلب عنده كل شيء فكر وعقل ورؤية وتدبر والمدخل الرئيسي لشخصيته قلبه وليس ذهنه ( مخه )

2- وبما أن القلب هو محل أدراك الروحانيات وما وراء الطبيعة ( ما وراء المادة ) فيغلب على شخصيته الطيبة فهو إنسان عاطفي – حساس – يحب المعاملة الحسنة والمعاملة السيئة تؤثر فيه كثيرا وحساباته فى معظم الأمور قلبيه والمادة وان كانت ضرورية إلا أنها ليست الهدف الأول بالنسبة له إلا إذا انحرفت طبيعته نتيجة للضغوط الخارجية والصدمات التي يتلقاها من الأخريين ويكون ذلك بسبب ضعفه .

3- مسرف في معظم الأحيان وليس مبذراً ولا سفيها إلا أن المادة لاتهمه كثيرا .

4- متزن الشخصية – لا يحب الظهور والمنظرة وكثرة الكلام فيما لا يفيد .

5- متقن لعمله جدا حريص في أدائه التقصير فيه يؤلمه كثيرا .

6- لا يحب القلق والتوتر ويأتي على نفسه كثيرا لتسير المركب .

7- الحاسة السادسة عنده قويه نتيجة حياه قلبه فهو عنده القدرة علي التوقع .

8- لا يحب كثرة الحركة والتنطيط ويميل إلي الاستقرار.

9- يعتز بنفسه كثيرا ويحترم نفسه ولا يهينها في سبيل الحصول على المادة .

10- يعامل الجميع بالحسنى وإذا غضب من إنسان لا يستطيع النظر إليه فكل أحاسيسه تبدو على وجهه –إلا انه أن كان عزيزا عليه لا يرتاح ولا ينام إلا إذا صفى الموقف معه وعادت المياه إلى مجاريها بسرعة

11- يحب المواجهة ولا يجيد مؤامرات الخفاء . فان تقلب خصمه في العذاب بسببه لابد أن يعرفه انه وراء إيذاءه فلا يستطيع أن يدارى ولا يرتاح إلا إذا وجهه وأعلمه وهذا يسبب له مشاكل كثيرة نتيجة صراحته الشديدة .

12- حليم في طباعه عنيف في رد فعله إلا انه لا يغضب بسهوله فهو متسامح لأقصى درجه .

13- جاد لا يحب السخف والهزل والسطحية في الفكر

14- أعظم الفتن عليه هي فتنة النساء فإن غرق فيها غاص وغرق وانحرف عن طبيعته وصار أسوء من الفصيلة A وان كان صاحب منصب ولديه المال كانت الخطورة عليه أكثر أن لم يحفظه الله ويقيه شر فتنة النساء .

15- معظم أصدقائه من نفس الفصيلة والفصيلة o فهي تحمل نفس المواصفات إلا أن فتنتها بالمال أكبر من فتنة النساء فمعظمهم يحبون التجارة والبيزنس والاستثمار فإن طغت عليهم ماديتهم انقلبوا إلى أسوا من الفصيلة Aفى حب المال ويموت قلبه ويعيش بذهنه .

16- لا يحس بالاستقرار والراحة إلا في القرب من الله فهم اقرب إلى أهل الحمد والرضا والزهد والتواضع .

17- خير الكلام عنده ما قل ودل وصمته فكرا ويحب العزلة والهدوء .

18- مبدع وذكى وعميق الفكر فمعظم المبدعين والمفكرين من أصحاب هذه الفصيلة .

19- يتعلم كثيرا من فشله ويتعلم أكثر من تجارب الآخرين .

20- إذا تولى منصب قيادي يكون موفق جدا وخاصة إذا كانت علاقته بالله وثيقة ، فهو ثاقب النظر وليس بالخب ولكن الخب لا يخدعه ، وإذا كان بموقع عمله نظام تأخذ منه أقصي جهد وان لم يوجد يستطيع استحداث نظام يسير عليه الجميع إذا كان في موقع المسئولية ، والكل عنده سواء والعبرة بالإخلاص وليس بالكلام والمداهنة .

21- يحب الماضي والعراقة والأصالة في الفن وجميع مناحي الحياة

22-يتعبهم كثيرا عصر السرعة والتهور والمصلحة والمادة وغياب الضمير وكوارث المجتمع .

23- المواقف الدرامية والعاطفية تؤثر فيهم جدا لدرجة البكاء أحيانا ولا يحب العنف والقسوة خاصة مع الاهل .

24- معظم علماء هذا القسم من علماء الباطن أساساً مع عدم إهمال الظاهر فهم أقدر الناس في استنباط الأحكام ومعرفة الأبعاد التي تخفي علي القسم الآخر أصحاب الإدراك الذهني ، فالتلميح دون التصريح يكفيهم ، واهتمامهم زائد في عالم ما وراء المادة فهم دائماً باحثون عن الحقيقة وغالباً ما يتوصلون بالشريعة إلي الحقيقة .

25- نساء هذه الفصيلة تماما عكس الفصيلة A يتسمن بالهدوء والحكمة والحياء وحسن التدبير ، مجهودهم في الأعمال المنزلية رائع ، التوافق والتفاهم بينهم وبين الرجال من نفس فصيلتهم كبير ، فأقرب الناس إلي فكرك غالباً من يحمل نفس الفصيلة .
26 – هذه المواصفات لا تنطبق إلا علي حوالي 80% لذلك يعبر عنهم بالغالبية والنسبة المتبقية معكوسة .



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
موسوعة الدكتور / سيد نافع النفس والروح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى اولاد حارتنا :: منتدى الروحــــــــنيات :: عالم السحر والسحرة-
انتقل الى:  
تصحيح أحاديث وأقوال مأثورة لشيوخ اولاد حارتنا


بحث عن:

مع تحيات أسرة اولاد حارتنـــــــــــــــــا
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى اولاد حارتنا على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى اولاد حارتنا على موقع حفض الصفحات