آداب المعاشرة

آداب المعاشرة

آداب المعاشرة و ما يجرى فى دوام النكاح

لا ينبغى للرجل أن يقتر عليهن فى الإنفاق
و لا ينبغى أن يُسرِف بل يقتصد

قال تعالى

{ يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ

وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }

الأعراف31

{ وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ

فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً }

الإسراء29


قال رسول الله صلى الله عليه و سلم


(خيركم خيركم لأهله )


أخرجه الترمذى و صححه من حديث

أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها

كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم

( دينار أنفقته فى سبيل الله
و دينار أنفقته فى رقبة
و دينار تصدقت به على مسكين
و دينار أنفقته على أهلك
أعظمها أجراً الذى أنفقته على أهلك )

و قد أخرجه مسلم من حديث أبى هريرة رضى الله تعالى عنه

و قيل
كان لعلى رضى الله عنه أربع نسوة
فكان يشترى لكل واحدة منهن فى كل أربعة أيام لحما بدرهم

و قال الحسن رضى الله عنه

[ كانوا فى الرجال مخاصيب و الإناث و الثياب مجاديب ]

قال أبن سيرين يرحمه الله

يستحب للرجل أن يعمل لأهله فى كل جمعة فالوذجة
و كأن الحلاوة و إن لم تكن من المهمات و لكن تركها بالكلية تقتير فى العادة
و ينبغى أن يأمرها بالتصدق ببقايا الطعام
و ما يفسد لو ترك
فهذا أقل درجات الخير
و للمرأة أن تفعل ذلك بحكم الحال من غير صريح إذن من الزوج
و لا ينبغى أن يستأثر عن أهله بمأكول طيب فلا يطعمهم منه
فإن ذلك مما يوغر الصدور و يبعد عن المعاشرة بالمعروف
فإن كان مزمعا على ذلك فليأكله بخفية بحيث لا يعرف أهله
و لا ينبغى أن يصف عندهم طعاما ليس يريد إطعامهم إياه
و إذا أكل فيقعد العيال كلهم على مائدته

قال سفيان رضى الله تعالى عنه

[ بلغنا أن الله و ملائكته يصلون على أهل بيت يأكلون جماعة ]


و أهم ما يجب عليه مراعاته فى الإنفاق أن يطعمها من الحلال
و لا يدخل مداخل السوء لأجلها
فإن ذلك جناية عليها لا مراعاة لها




إذا كان له نسوة فينبغى أن يعدل بينهن

إذا كان للرجل نسوة فينبغى أن يعدل بينهن و لا يميل إلى بعضهن
فإن خرج إلى سفرة و أراد إستصحاب واحدة أقرع بينهن
متفق عليه من حديث

أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها

كذلك كان يفعل رسول الله صلى الله عليه و سلم
فإن ظلم أمرأة بليلتها قضى لها
فإن القضاء واجب عليه
و عند ذلك يحتاج إلى معرفة أحكام القسمة
و ذلك يطول ذكره أخى الفاضل

و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم


( من كان له أمرأتان فمال إلى أحداهما دون الأخرى )


و فى لفظ

( و لم يعدل بينهما جاء يوم القيامة و أحد شقيه مائل )


أخرجه أصحاب السنن و أبن حبان من حديث أبى هريرة
قال أبو داود و أبن حبان فمال مع أحداهما
و قال الترمذى فلم يعدل بينهما

و إنما عليه العدل فى العطاء و المبيت
و أما فى الحب و الوقاع فذلك لا يدخل تحت الإختيار

قال تعالى

{ وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ

فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ

فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً }



النساء 129
أى أن تعدلوا فى شهوة القلب و ميل النفس
و يتبع ذلك التفاوت فى الوقاع

و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم


يعدل بينهن فى العطاء و البيتوتة فى الليالى و يقول


( اللهم هذا جهدى فيما أملك و لا طاقه لى فيما تملك و لا أملك )


أخرجه أصحاب السنن و أبن حبان من حديث

أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها

و قد كانت رضى الله تعالى عنها و عن أبيها أحب نسائه إليه
و سائر نسائه يعرفن ذلك
متفق عليه من حديث

عمرو بن العاص رضى الله تعالى عنه أنه قال


[ اى النساء أحب إليك يا رسول الله ؟؟


قال عليه الصلاة و السلام :


( عائشة )

و كان يطاف به محمولا فى مرضه فى كل يوم و كل ليلة
فيبيت عند كل واحدة منهن و يقول

( أين أنا غداً ؟ )


ففطنت لذلك أمرأة منهن رضى الله تعالى عنهن و قالت

[ إنما يسأل عن يوم عائشة ]

فقلن : يا رسول الله


[ قد إذنا لك أن تكون فى بيت عائشة
فإنه يشق عليك أن تُحمل فى كل ليلة ]


فقال عليه الصلاة و السلام


( و قد رضيتن بذلك ؟؟ )


فقلن : نعم


قال صلوات ربى و سلامه عليه


( فحولونى إلى بيت عائشة )


رواه أبن سعد فى الطبقات
من رواية محمد بن على بن الحسين

أخى المسلم

يجب أن تعلم أخى المسلم
إيما وهبت واحدة ليلتها لصاحبتها و رضى الزوج بذلك ثبت الحق لها

كان رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقسم بين نسائه
فقصد أن يطلق سودة بنت زمعة لما كبرت
فوهبت ليلتها لعائشه
و سألته أن يقرها على الزوجية حتى تحشر فى زمرة نسائه فتركها
و كان لا يقسم لها و يقسم لعائشة ليلتين و لسائر أزواجه ليلة واحدة
رواه أبو داود من حديث

أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها

و لكنه صلى الله عليه و سلم
لحسن عدله و قوته
كان إذا تاقت نفسه الى واحدة من النساء فى غير نوبتها فجامعها
طاف فى يومه أو ليلته على سائر نسائه
فمن ذلك ما روى عن

أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها

[ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
طاف على نسائه فى ليلة واحدة ]


متفق عليه بلفظ


[ كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه و سلم
فيطوف على نسائه ثم يصبح محرما ينضح طيبا ]

و عن أنس رضى الله تعالى عنه


[ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
طاف على تسع نسوة فى ضحوة نهار ]


رواه أبن عدى فى الكامل
و للبخارى


[ كان يطوف على نسائه فى ليلة واحدة و له تسع نسوة ]

أن يتعلم المتزوج من علم الحيض
و أحكامه ما يحترز به الإحتراز الواجب

يجب على الزوج أن يتعلم من علم الحيض و أحكامه ما يحترز به
الإحتراز الواجب
و يعلم زوجته أحكام الصلاة و ما يُقضى منها فى الحيض وما لا يُقضى
فإنه أُمر أن يقيها النار

قال تعالى

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ

عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }

التحريم 6

فعليه أن يلقنها أعتقاد أهل السنة
و يزيل عن قلبها كل بدعة إن أستمعت إليها
و يخوفها من الله إن تساهلت فى أمر من أمور الدين
و يعلمها من أحكام الحيض و الإستحاضة ما تحتاج إليه
و علم الإستحاضة يطول
فأما الذى لا بد من إرشاد النساء إليه فى أمر الحيض بيان الصلوات التى تقضيها
فإنها مهما أنقطع دمها قبيل المغرب بمقدار ركعة فعليها قضاء الظهر و العصر
و إذا أنقطع قبل الصبح بمقدار ركعة فعليها قضاء المغرب و العشاء
و هذا أقل ما يراعيه النساء
فإن كان الرجل قائما بتعليمها فليس لها الخروج لسؤال العلماء

و إن قصر علم الرجل و لكن ناب عنها فى السؤال
فأخبرها بجواب المفتى فليس لها خروج
فإن لم يكن ذلك فلها الخروج للسؤال بل عليها ذلك

و يعصى الرجل بمنعها
و مهما تعلمت ما هو من الفرائض عليها فليس لها أن تخرج إلى مجلس ذكر
و لا إلى تعلم فضل إلا برضاه
و مهما أهملت المرأة حكما من أحكام الحيض و الإستحاضة
و لم يعلمها الرجل حرج الرجل معها و شاركها فى الإثم

أخى المسلم

نكتفى بهذا القدر و نستكمل إن شاء الله تعالى فى الحلقة القادمة
فأنتظرونا و لا تنسونا من صالح الدعوات