فينيقيا .. تاريخ وصور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فينيقياهوالاسم الذي أطلقه قدماء الإغريق
على الإقليم الذي تحتله الآن المناطق الساحلية من سوريا
ولبنان وفلسطين المحتلة، ويمثل النَّهر الكبير الحدود الشمالية له
بينما يشكل جبل الكرمل حدوده الجنوبية
كذلك تحده جبال لبنان من الشرق والبحر المتوسط من الغرب

خريطة قديمة توضح منشأ الفينقيين
لا يُعرف تحديدًا أصل كلمة فينيقيا؛ ويبدو أنها قد تطورت
من كلمة كنعان، التي تعني بلاد الأرجوان وهو الاسم
الذى أُطلق في البدء على بلاد سوريا وفلسطين
كانت كنعان مصدرًا مهمًا للأرجوان الأحمر
يعتقد بعض الناس أن الإغريق ربما استخدموا لفظة فوينيك
التي تعني الأرجوان الأحمر إشارة إلى المجموعة
التي كانت تُتاجر معهم في هذا الأرجوان لكن هناك
من لا يقبل هذا التأويل. وفي النهاية أصبحت لفظة
فينيقيا، اسمًا للشريط الساحلي لبلاد كنعان

خريطة للمستعمرات الفينقيينه بااللون الازرق تحديدا
كان الفينيقيون من أشهر شعوب العالم القديم
فقد كانوا بحارةً مهرة وملاّحين وتجارًا
: وقد سجل لهم التاريخ إنجازين
كانوا من أوائل من أرسلوا مكتشفين
وأقاموا مستعمرات على امتداد منطقة البحر الأبيض المتوسط
وماوراء مضيق جبل طارق
تطورت الأبجدية الإغريقية من الأبجدية (الألفباء) الفينيقية
ثم تطورت الأبجدية الرومانية وكل الأبجديات
الغربية عن الإغريقية

شجرة العائلة الابجدية
أنماط المعيشة ليس من السهل التمييز
بين الفينيقيين والشعوب الأخرى التي عاشت في بلاد كنعان
قبل أن يفِد بنو إسرائيل هناك. ولهذا السبب يُعرف
الفينيقيون في العهد القديم أحيانًا بالكنعانيين
وكثيرًا مايُشار إليهم بالصيداويين نسبة لمدينة صيدا الفينيقية
ويُعرف العلماء أن أوغاريت رأس شمرا الحالية
مدينة الفينيقيين الشمالية، والتي تقع في غربي سوريا
كانت على اتصال بحضارة كريت منذ 1900ق.م. وفي مابين
عامي 1400م، و 1200ق.م. ازدهرت مُستعمرة
مسينية في أوغاريت

اوغاريت
اللغة تحدث الفينيقيون لهجةإحدى اللغات السامية
واللغة الفينيقية قريبة جدًا من اللغة العربية
وتَبعُد نسبيًا عن الآرامية واللغات السامية في وادى الرافدين كالآشورية والبابلية. وقد كان العلماء في الماضي يعتقدون أن الفينيقيين
قد ابتكروا أبجديتهم دون تأثير من أية جهة، إلا أن الاكتشافات الأخيرة
أشارت إلى أنهم قد أخذوها من كتابات سابقة
تتكوّن الأبجدية الفينيقية من 22 صامتًا(حرفًا ساكنًا) ولما
استعار الإغريق الأبجدية الفينيقية وضعوا خمسة رموز
لأصوات ليست في لغتهم (كالعين والحاء... إلخ) لإعطاء
الصوائت، أي الحركات وحروف المد
ومع بداية التاريخ الميلادي أصبحت الآرامية هي لغة فينيقيا
لكن أهل شمال إفريقيا حول قرطاج، المستعمرة الفينيقية
ظلوا يتحدثون اللغة الفينيقية حتى القرن السادس الميلادي
بلهجةً تُعرف بالبونيّة. وهناك بعض أسماء المناطق في جنوب
أسبانيا التي استعمرها الفينيقيون في القرن الثامن ق.م
أو قبل ذلك، انحدرت من اللغة الفينيقية. فالاسم قادش
(قادس، بالأسبانية الآن)
جاء من الكلمة الفينيقية الحائط
وكلمة بايبل جاءت من الكلمة الإغريقية الكتاب
والإغريق أخذوا الكلمة من مدينة بيبلوس (جبيل) الفينيقية
والتي كانت مركزًا لتجارة البردي

منحوتة لسفينة فينيقية
هناك بقايا من الأدب الفينيقي ظلت في التراجم الإغريقية
ومنذ عام 1929م تمت اكتشافات مهمة في موقع أوغاريت القديمة
وقد أوضحت بعض المخطوطات الدينية التي وجدت على ألواح طينية
بعض الفقرات الغامضة في العهد القديم
وكانت هذه الألواح قد كُتِبت بالخط المسماري بأبجدية
تختلف في طرازها عن الأبجدية الفينيقية المعهودة

رسالة من اوغاريت
التجارة والتصنيع
كان الفينيقيون منذ بداية تاريخهم المعروف تُجارًا يركبون البحر
وكان المصريون على علم ¸بسفن جبيل· منذ 2,900 ق.م، إلا أن فينيقيا
لم تصل قمة مجدها بوصفها قوة بحرية إلا في القرن الحادي عشر
قبل الميلاد وماتلاه
اشتهرت مدينة صيدا بصبغة الأرجوان وبتطوير نوعٍ من الزجاج
كذلك عرفت صور تصنيع صبغة الأرجوان واشتهرت بالروائح الكريهة
التي تُسببها أعمال الصباغة
كانت فينيقيا إحدى جنان الإمبراطورية الرومانية
وكانت تُصدر النبيذ والزيوت والغار وخشب الأَرز
والمنسوجات ومصنوعات أخرى
تعلم الفينيقيون معظم طرق التصنيع من المصريين
فعرفوا السبك (الصب) والطرق وحفر المعادن، كالذهب والفضة
ونحتوا عدة أشياء من العاج منها قطع الأثاث
ومنذ أقدم العصور عرف الفينيقيون نسج الملابس
من الصوف والكتان. وكان الحرفيون يصبغون الأقمشة
وكثيرًا ما يخيطونها ثيابًا قبل بيعها. وفي وقت لاحق
استعار الإغريق الكيتون وهو ثوب فينيقي يشبه القميص



عملات فينيقية
الدين كان لدى الفينيقيين عدة معبودات، أطلقوا عليها اسم بعل (للسيد) و بعلت (للسيدة). وقد عبد كل الفينيقيين نفس المعبودات الرئيسية، رغم أن المعبودين قد عُرفوا بأسماء مختلفة في مدن مختلفة. فالمعبود ملقارت معبود صور يمكن أن يكون بعل صور. وقد مارس الفينيقيون تقديم القرابين تمامًا كما فعلت الشعوب السامية الأخرى. إلا أنهم قدموا قرابين بشرية في فينيقيا ومستعمراتهم الأخرى، الشيء الذي أكسبهم شهرة في القسوة.

سجناء فينيقيون
وكانت قصة عشتروت ومحبوبها أدونيس معروفة في فينيقيا
ثم وجدت طريقها إلى اليونان حيث أصبحت عشتروت
هي المعبودة الإغريقية أفروديت
وعرفها الرومان لاحقًا بفينوس
وقد عرفت قصة موت أدونيس المأساوية، بأنياب خنزير بري
وانتحاب محبوبته عليه، من الأدب الإغريقي
إلى اللاتيني، ثم الإنجليزي عبر قصة فينوس وأدونيس

فينوس و ادونيس
للنحات الايطالي
انطونيو كانوفا
(1757-1822)
الحكومة عاش الفينيقيون مثل الإغريق
في عدد من الدول المدن، ولم توحَّد تلك المدن في قطر واحد
وكانت أرستقراطيات يحكمها ملوك. وبدءًا من القرن التاسع ق.م
ظهرت مجالس الحكماء لتحكم إلى جانب الملك
وكان بعض هذه المجالس أكثر نفوذًا من الملوك
وفي وقتٍ لاحق أصبحت مُعظم هذه المدن تحكمها حكومة مدنية
تُسمى الشوفيت. وقد هبط مُعظم سكان الجبال الفينيقيين
إلى البحر حيث بُنيت معظم المدن القديمة على جزر
مثل صور وأرواد، أو احتلوا مواقع موانئ صغيرة على الساحل
على منحدرات التلال. ومن أهم تلك المدن الساحلية
من الشمال إلى الجنوب: أرواد وجبيل وبيرتوس
(بيروت الحالية)
وصيدا وصور وعكا. والمدينة الوحيدة التي احتفظت
بأهميتها حتى وقتنا الحالي
هي بيروت عاصمة لبنان وأهم ميناء فيه
