قال الشيخ العالِم التويجري في ((إتحاف الجماعة)) :
((باب ما جاء في الذين يتكلفون في قراءة التجويد
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما؛ قال: « خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن، وفينا العجمي والأعرابي. قال: فاستمع، فقال: اقرؤوا؛ فكل حسن، وسيأتي قوم يقيمونه كما يقام القدح؛ يتعجلونه ولا يتأجلونه » .
رواه: الإمام أحمد ورواته ثقات، وأبو داود وإسناده صحيح على شرط مسلم .
وفي رواية لأحمد؛ قال: « دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد؛ فإذا فيه قوم يقرؤون القرآن؛ قال: اقرؤوا القرآن وابتغوا به الله عز وجل من قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح؛ يتعجلونه ولا يتأجلونه » .
إسناده صحيح على شرط مسلم .
وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه؛ قال: « خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا ونحن نقتري، فقال: الحمد لله، كتاب الله واحد، وفيكم الأحمر، وفيكم الأبيض، وفيكم الأسود، اقرؤوه قبل أن يقرأه أقوام يقيمونه كما يقوم السهم؛ يتعجل أجره ولا يتأجله » .
رواه أبو داود وإسناده حسن.
ورواه الإمام أحمد، ولفظه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « فيكم كتاب الله؛ يتعلمه الأسود والأحمر والأبيض، تعلموه قبل أن يأتي زمان يتعلمه ناس ولا يجاوز تراقيهم، ويقومونه كما يقوم السهم، فيتعجلون أجره ولا يتأجلونه » .
وقد رواه ابن حبان في "صحيحه" بنحو رواية أبي داود .
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه؛ قال: « بينما نحن نقرأ فينا العربي »
« والعجمي والأسود والأبيض؛ إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "أنتم في خير، تقرؤون كتاب الله، وفيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيأتي على الناس زمان يثقفونه كما يثقفون القدح؛ يتعجلون أجورهم ولا يتأجلونها » .
رواه الإمام أحمد .
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه؛ قال: « أقرأ الناس لهذا القرآن المنافق؛ لا يذر منه ألفًا ولا واوًا، يلفه بلسانه كما تلف البقرة الكلأ بلسانها » .
رواه عبد الرزاق، ورجاله كلهم ثقات.
وقد رواه ابن أبي شيبة بنحوه؛ إلا أنه قال: "عن حذيفة "، وزاد في آخره: « لا يجاوز ترقوته » ، وإسناده كلهم ثقات.
وفي هذه الأحاديث فوائد: إحداها : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب القراءة السهلة.
الثانية : أنه كان يأمر أصحابه أن يقرأ كل منهم بما تيسر عليه وسهل على لسانه.
الثالثة : ثناؤه عليهم بعدم التكلف في القراءة.
الرابعة : أنه لم يكن يعلمهم التجويد ومخارج الحروف، وكذلك أصحابه رضي الله عنهم لم ينقل عن أحد منهم أنه كان يعلم في التجويد ومخارج الحروف، ولو كان خيرًا؛ لسبقوا إليه ! ومن المعلوم ما فتح عليهم من أمصار العجم من فرس وروم وبربر وغيرهم، وكانوا يعلمونهم القرآن بما يسهل على ألسنتهم، ولم ينقل عنهم أنهم كانوا يعلمونهم مخارج الحروف، ولو كان التجويد لازمًا؛ ما أهملوا تعلمه وتعليمه.
الخامسة : ذم المتكلفين في القراءة، المتعمقين في إخراج الحروف.
السادسة : الرد على من زعم أن قراءة القرآن لا تجوز بغير التجويد، أو أن ترك التجويد يخل بالصلاة، وقد أخبرني بعض من أم في المسجد النبوي أن جماعة من المتكلفين أنكروا عليه إذ لم يقرأ في الصلاة بالتجويد، وما علم أولئك المتكلفون الجاهلون أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر الأعرابي والعجمي والأحمر والأبيض والأسود على قراءتهم، وقال لهم: كل حسن ، وأنه صلى الله عليه وسلم ذم المتكلفين الذين يقيمونه كما يقام القدح والسهم ويثقفونه ويتنطعون في قراءته كما هو الغالب على كثير من أهل التجويد في هذه الأزمان.
السابعة : الأمر بقراءة القرآن ابتغاء وجه الله عز وجل.
الثامنة : ذم من يأخذ على القراءة أجرًا كما عليه كثير من القراء الذين يتأكلون بالقراءة في المآتم والمحافل وغيرها، وكذلك من يجعل القراءة وسيلة لسؤال الناس، وقد رأيتهم يفعلون ذلك في المسجد الحرام؛ يجلس أحدهم، فيقرأ قراءة متكلفة يتنطع فيها، ويعالج في أدائها أعظم شدة ومشقة، وتنتفخ أوداجه، ويحمر وجهه، ويكاد يغشى عليه مما يصيبه من الكرب في تكلفه وتنطعه، ويفرش عنده منديلًا أو نحوه؛ ليلقي فيه المستمعون لقراءته ما يسمحون به من أوساخهم، وهذا مصداق ما في حديث عمران بن حصين وحديث أبي سعيد رضي الله عنهما، وسيأتي ذكرهما في الباب الذي بعد هذا الباب إن شاء الله تعالى))اهـ.
قلت :
فهم بعض طلبة العلم أنّ الشيخ التويجري يقول ببدعية أحكام التجويد! ، و الحقيقة كلامه –رحمه الله تعالى- لا يُفهم منه إلا ذم التكلف و الغلو و التقعر ، لا أصل التجويد ، و هذا الفهم لكلامه ظاهر من تبويبه.
و الله أعلم.
***********
بارك الله فيكم جميعا ونفعني وإياكم بالكتاب والسنة ،
للفائدة هذا جواب من الشيخ ابن عثيمين على سؤال طرح عليه
((
70ـ سئل الشيخ ـ رعاه الله تعالى ـ: ما رأي فضيلتكم في تعلم التجويد والالتزام به؟
وهل صحيح ما يذكر عن فضيلتكم ـ حفظكم الله تعالى ـ من الوقوف بالتاء في نحو(الصلاة، الزكاة)؟
فأجاب قائلاً: لا أرى وجوب الالتزام بأحكام التجويد التي فصلت بكتب التجويد، وإنما أرى أنها من باب تحسين القراءة، وباب التحسين غير الإلزام، وقد ثبت في صحيح البخاري (1) عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنهما ـ أنه سئل كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقال: كانت مدًّا، ثم قرأ"بسم الله الرحمن الرحيم"يمدّ ببسم الله، ويمد بالرحمن ، ويمد بالرحيم.
والمد هنا طبيعي لا يحتاج إلى تعمده والنص عليه هنا يدل على أنه فوق الطبيعي .
ولو قيل بأن العلم بأحكام التجويد المفصلة في كتب التجويد واجب للزم تأثيم أكثر المسلمين اليوم، ولقلنا لمن أراد التحدث باللغة الفصحى: طبق أحكام التجويد في نطقك بالحديث وكتب أهل العلم وتعليمك ومواعظك.
وليعلم أن القول بالوجوب يحتاج إلى دليل تبرأ به الذمة أمام الله ـ عز وجل ـ في إلزام عباده بما لا دليل على إلزامهم به من كتاب عبد الرحمن بن سعدي ـ رحمه الله ـ في جواب له أن التجويد حسب القواعد المفصلة في كتب التجويد غير واجب.
وقد اطلعت على كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه اله ـ حول حكم التجويد قال فيه ص50 مجلد 16 من مجموع ابن قاسم ـ رحمه الله ـ للفتاوى : "ولا يجعل همته فيما حجب به أكثر الناس من العلوم عن حقائق القرآن إما بالوسوسة في خروج حروفه وترقيقها وتفخيمها وإمالتها والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط وغير ذلك ، فإن هذا حائل للقلوب قاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه، وكذلك شغل النطق ب(أأنذرتهم) وضم الميم من (عليهم) ووصلها بالواو وكسر الهاء أو ضمها ونحو ذلك وكذلك مراعاة النغم وتحسين الصوت" . ا.هـ .
وأما ما سمعتم من أني أقف بالتاء في نحو " الصلاة، الزكاة"
فغير صحيح بل أقف في هذا وأمثالها على الهاء.)) من كتاب العلم للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى
***************
أخونا يسأل أيضاً عن مشروعية علم التجويد والقواعد التي تضمنها هذا العلم ومن بينها أن الغنة تمد بمقدار حركة الإصبع؟
التجويد متلقى عن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -, والقراء تلقوه عمن فوقهم, وتلقوه من فوقهم عن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -, وأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - تلقوه عن نبيهم- عليه الصلاة والسلام- فهي قراءة متوارثة عن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن بعدهم حتى وصلت إلينا, فالمشروع للمؤمن أن يقرأ كما تلقى عن مشايخ القراءة؛ لأن هذا فيه تحسيناً للقراءة, وتجويداً لألفاظ القرآن حتى يؤديها كما نزلت, وما فيه من غنة, أو إظهار, أو إخفاء كل هذا من التحسينات ليس من الواجبات بل هو من التحسين للألفاظ والعناية بالتلاوة على خير وجه, وقد شجع النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس على الإحسان في القراءة, فقال - صلى الله عليه وسلم -: (ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن), يعني يحسن صوته جاهراً به, وثبت عنه-عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (زينوا القرآن بأصواتكم) يعني حسنوا أصواتكم به حتى يستمده المستمع, وحتى يرتاح له المستمع, وحتى يستفيد منه المستمع, فالتجويد من الأشياء المشروعة لتحسين القراءة, ولتأثيرها في القلوب, وللتلذذ بها, ومن ذلك ما يتعلق بالغنة, ويتعلق بالمدود, ويتعلق بالتفخيم والترقيق إلى غير ذلك. بارك الله فيكم
بالصوت من هنا
_______
وهذا سؤال أخر أجاب عنه الشيخ محمد بن صالح العثيمين في برنامج نور على الدرب ..
يقول هل قراءة القرآن بالتجويد المعروف الآن من السنة؟
الجواب :
الذي يظهر لي أن قراءة القرآن بالتجويد الموجود الآن من تحسين التلاوة ولكنه ليس بواجب الواجب إظهار الحروف والحركات لكن إذا أتى به على النحو المعروف الأن في التجويد كان هذا من تحسين الصوت بشرط ألا يبالغ في مخارج الحروف فإن بعض الناس يبالغ في مخارج الحروف حتى إنه يتكلف إخراج حرف القلقلة وأشباهها نعم.
_____
وهذا سؤال أجاب عنه الشيخ عبد المحسن العباد...
ما حكم تعلم التجويد؟
تعلم التجويد من الأمور المستحبة، فكون الإنسان يقرأ قراءة مجودة فهذا من الأمور المستحبة، وسبق أن ذكرت في مناسبات متعددة كلام الحافظ بن حجر الذي ذكره عند شرح حديث ابن مسعود: "هذاً كهذّ الشعر" في صحيح البخاري، قال: لا خلاف بين أهل العلم -أو عبارة نحوها- أن القراءة بالتجويد أحسن وأفضل، وأنه يجوز القراءة بدونه.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]