كلمة الرئيس محمد أنور السادات في المؤتمر النسائي المنعقد في القاهرة

كلمة الرئيس محمد أنور السادات
في المؤتمر النسائي المنعقد في القاهرة
والذي حضره العقيد معمر القذافي
فى٥ يوليو ١٩٧٣



في الحقيقة اليوم سعادتي سعادتان .. الأولي أن ألتقي بقيادات التنظيم النسائي في مصر، وان نلتقي سوياً بأخي وشريك النضال الرئيس معمر القذافي .. واني انتهز هذه الفرصة في هذا اللقاء ونحن بصدد قيام التنظيم النسائي كتنظيم رائد وأساسي في معركتنا ومستقبل أجيالنا

إذا كان لي ان أقول شيئا ، فانني سأحاول ان أكون مقتصداً اليوم حتي أتيح الفرصة للحوار مع الرئيس معمر وإنما أردت وأنا أحس بالسعادة وأنا ألتقي بممثلي التنظيم النسائي لأول مرة ونحن في مرحلة المواجهة الشاملة ، وهي بالتأكيد ستمتد وتطول ، لأن الصراع الذي نواجه صراع أجيال وصراع مصير أريد ان اتجه الي شيء واحد هو الأسرة ، لأن الأسرة هي اللبنة الأولي للوطن وبقدر ما في هذه الأسرة من تماسك وبقدر ما فيها من وعي وفهم لكل المراحل التي يجتازها شعبنا ووطننا العربي الكبير بقدر تمسك الأسرة بقيم شعبنا عبر آلاف السنين هذا الشعب الذي أعطي العالم أول حضارة والذي انحسرت كل الغزوات ضده

وحينما أتحدث عن الأسرة يأتي دور المرأة فهي التي تكون الأسرة وهي التي تضع المفاهيم لأجيالنا المقبلة وهي التي تبصر بكل ما نعيش فيه ، وهي التي تزرع كل ما نريد وتحافظ علي كل ما لدينا من مقومات .. المرأة هي الاساس، من أجل ذلك فأنا أوافق علي أن المرأة تمثل أكثر من نصف المجتمع

نحن نمر بأوقات في غاية الصعوبة وفي غاية التعقيد وهنا يأتي دور المرأة في المنزل وفي المدرسة والحقل والمصنع لابد أن نعيش المرحلة التي نعيشها ولابد ايضا أن نواجه التحديات لابد لنا وانتم تعلمون إننا محاصرون من جميع الجهات من جميع الإتجاهات أن نعود إلي قوتنا الذاتية بكل ما ورثنا من مقومات وبكل ما توجهت به عقائدنا لكي نتمسك بشخصيتنا ونعمق صمودنا وصلابتنا

حينما نتحدث عن كل هذا يكون للمرأة الدور الأول لابد أن نعيش العصر الذي نعيش فيه من أجل ذلك فأنا اعتبر قيام التنظيم النسائي خطوة هامة في هذه المرحلة المصيرية وأدعو الله ان يوفقكم لكي ننهض بمسئوليتنا ولكي نحمل قدرنا كما حملناه دائما عبر العصور بأمانة وشرف

ولقد التقينا خلال هذا الأسبوع كما تعلمون بالقيادات السياسية وبالمؤسسات وكان آخر لقاء أمس في مجلس الوزراء ، واليوم نختتم هذه اللقاءات بلقاء المرأة من كل قلبي أدعوكم بالتوفيق وادعو الله ان تكون دولتنا الجديدة الفتية مثلا لكل الامة العربية بل مثلا لكل شعب يريد ان يتحرر ويريد أن يبني قوته الذاتية واترك لكم الحوار وأرجو ان يكون صريحا ، وعلي مستوي المسئولية في هذه المرحلة التي نعيشها ونتعرض فيها لبناء سيكون له تأثيره ، ليس علي أجيالنا المقبلة فقط، وانما علي مسار التاريخ ، وفي كل انحاء العالم سيكون صداه وتأثيره ومغزاه

وفقكم الله والسلام عليكم