اقتصاد أبولمعة

موضوع: اقتصاد أبولمعة الجمعة 20 أغسطس 2010, 1:04 am

اقتصاد أبولمعة

في برنامج «ساعة لقلبك» الذي ملأ حياة المصريين بهجة وسعادة.. تفوق فنانا الكوميديا محمد أحمد المصري «أبولمعة الفشار» وفؤاد راتب «الخواجة بيجو الساذج».. وكان «فشر» أبولمعة مبالغاً فيه إلي درجة دفعت الخواجة بيجو إلي محاولة تقليده..

وكنا نظن أن مرض الفشر اللمعاوي مجرد حالة درامية تستهدف إسعاد الناس وتفجير الضحكات..

حتي اكتشفنا أن حكومتنا السنية قد استنسخت أبولمعة وأجلسته علي كرسي أكثر من وزارة.. وخاصة وزارات المجموعة الاقتصادية، ولأن أبولمعة الأصلي كان موهوباً وصادقاً مع نفسه.. فقد استطاع أن يتواصل مع الناس..

أما «أبولمعة التايواني» فيفقتد الموهبة - أي موهبة - والأهم أنه يفتقد للمصداقية ولذلك افتقد قدرة التواصل مع الناس وافتقد احترامهم أيضاً..

وقد تكشفت حقائق غياب الموهبة والمصداقية بشكل سافر وصفيق خلال الأزمة المالية الطاحنة التي تضرب العالم منذ عدة أسابيع..

حيث سارعت كل دول العالم إلي وضع الخطط والتدابير التي تمنع انهيار اقتصادياتها..

بينما راح أبولمعة المصري يؤكد أن الاقتصاد المصري لم ولن يتأثر بتلك الأزمة العالمية الطاحنة.

وقبل أن تخفت أصداء كلمات أبولمعة الاقتصادي.. تخرج علينا المؤشرات لتؤكد انهيار البورصة المصرية وخسارتها لعشرات المليارات من الجنيهات تصل في حدها الأدني إلي 80 مليار جنيه.. وتصل في حدها الأقصي إلي 300 مليار جنيه مما استدعي رئيس الجمهورية إلي عقد اجتماع موسع لمناقشة تبعات هذه الأزمة علي الاقتصاد المصري -

وقبل ذلك اضطر محافظ البنك المركزي المصري إلي قطع زيارته لأمريكا والعودة فوراً إلي مصر.

وبعيداً عن فشر أبولمعة المصري فإن تلك الأزمة العالمية قد أكدت انهيار كعبة الرأسمالية في العالم وهي أمريكا..

وأكدت أن الذين «جرجروا» الشعب المصري إلي سياسات الانفتاح «السداح مداح» وبعده الخصخصة وبيع أي شيء وكل شيء.. قد ارتكبوا جريمة لا تغتفر في حق الشعب المصري الذي ضاعت كل مكتسباته التي حققتها له ثورة يوليو 52 بقيادة جمال عبدالناصر..

والأهم أن تلك السياسات قد اغتالت العدالة الاجتماعية مما أعاد غالبية الشعب المصري لكي تعيش بين أضلاع «مثلث الذل» الفقر والجهل والمرض..

وأصبح التسول سياسة عامة ترفع لواءها الفضائيات وكل وسائل الإعلام..

تحولت رشوة الموظف الصغير إلي «إكرامية» لا يتم العمل إلا بها.. وفي المقابل تضخمت الثروات لدي شريحة صغيرة من رجال الأعمال وأهل السلطة.. وعاد الإقطاع أبشع مما كان قبل ثورة يوليو. وتحولت الرأسمالية الجديدة إلي وحش ينهش أجساد وعقول المصريين..يغتال ماضيهم.. ويشوه حاضرهم.. ويقتل مستقبلهم.. ولم يعد أمامهم إلا الفوضي غير الخلاقة التي قد تأكل الأخضر واليابس.

وإذا كان الأمريكان تحت وطأة هذه الأزمة الطاحنة قد لجأوا إلي سياسات التأميم.. وإعطاء الحكومة والكونجرس أدواراً كبيرة وفاعلة في مراقبة كل المؤسسات في الدولة.. في محاولة لضبط حركة السوق.. ومنع توابع هذا الزلزال الضخم من أن تهدم الدولة الأمريكية علي رءوس من فيها.. وعلي نفس الدرب سارت دول أوروبا وغيرها من دول العالم..

وأمام هذه المستجدات كنا نتصور أن يخرج علينا كهنة الشفط الرأسمالي في مصر مكللين بالخجل ليعتذروا إلي الشعب المصري عما اقترفته عقولهم وأياديهم في حق هذا الشعب الغلبان.. وعلي حماقاتهم وإصرارهم علي تغييب دور الدولة تماماً بحجة الاقتصاد الحر وتشجيع الاستثمار ولكنهم لن يعتذروا إلا إذا تم إجبارهم علي هذا الاعتذار..

وهذا الإجبار لن يكون إلا من خلال برلمان قوي وقادر علي ممارسة دوره في الرقابة قبل التشريع.. ومثل هذا البرلمان لن يتواجد في مصر إلا من خلال انتخابات حرة ونزيهة.. وتلك الانتخابات لن تتواجد إلا من خلال قوي شعبية قادرة وفاعلة ومخيفة للكبير قبل الصغير..

ولن تتوحد القوي الشعبية وتفيق من غيبوبتها إلا بزيادة الوعي والاستعداد للتضحية في سبيل مستقبل أكثر عدلاً.. وحتي يتحقق كل هذا لابد أن ينحاز رئيس الجمهورية إلي الغالبية العظمي من الغلابة والبسطاء.. ولابد أن ينتصر لماضيه المشرف كواحد من رموز العسكرية المصرية.. وهذا الانحياز وذلك الانتصار لن يتحققا إلا بعودة هيبة مؤسسة الرئاسة وقدرتها علي غلق الأنفاق والسراديب التي يتسرب منها أصحاب الثروة إلي مقاعد السلطة ليتشكل من الثروة والسلطة «حزب الشيطان» الذي كاد يقضي علي كل شيء جميل في مصر.. ذلك الحزب الذي يرفع لواء القبح والتدني والاستفزاز المريض لمشاعر الغلابة والبسطاء.

لقد أصبحت مصر أمام خيارين لا ثالث لهما خيار عاجل وهو ضرورة تدخل رئيس الجمهورية بما لديه من سلطات لعودة الأمور إلي نصابها وتحجيم ظاهرة رجال الأعمال وعودة قانون من أين لك هذا؟ ومحاسبة كل من خالف القانون وخان الأمانة - وما أكثرهم - بكل العنف والقسوة.. ومصادرة ما نهبوه ليعود إلي الشعب صاحب الحق -

أما الخيار المؤجل لبعض الوقت فهو تدخل الشعب بكل قوته وبعد أن أصبح ظهره للحائط ليعيد الأمور إلي نصابها من خلال مشاركة قوية وفاعلة في الانتخابات - كل الانتخابات - انتخابات البرلمان بمجلسيه وانتخابات المحليات وانتخابات رئيس الجمهورية.. والأهم ألا يتوقف دور الشعب عند مجرد المشاركة في الإدلاء بالأصوات ولكن عليه أن يمنع بكل الطرق تزوير إرادته وعليه أن يتقبل كل التضحيات في سبيل ذلك.. وكذلك لأن الديمقراطية لا تعني إلا «أنك عندما تختار حاكمك فإنك تحكمه» بمعني أنه لابد أن يعمل لصالح من أتوا به أما إذا جاء بالتزوير فلا فضل لأحد عليه ولن يعمل إلا لمصلحته ومصلحة شلل المرتزقة التي تعيش من حوله.

» معلومات عامه مهمة (اقتصاد ومال )
» شيخ الأزهر يتبرع برواتبه الشهرية منذ تعيينه لدعم اقتصاد مصر
» مليون جنيه تبرعات المصريين بالكويت باليوم الاول لدعم اقتصاد بلدهم