منتدى اولاد حارتنا
هل أمن الناس مكر الله 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا

او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الحارة

سنتشرف بتسجيلك

شكرا هل أمن الناس مكر الله 829894
هل أمن الناس مكر الله 15761575160515761577
مراقبة الحارة
هل أمن الناس مكر الله 103798


منتدى اولاد حارتنا
هل أمن الناس مكر الله 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا

او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الحارة

سنتشرف بتسجيلك

شكرا هل أمن الناس مكر الله 829894
هل أمن الناس مكر الله 15761575160515761577
مراقبة الحارة
هل أمن الناس مكر الله 103798


منتدى اولاد حارتنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أجتمــــــــــــــــــــــاعى شــــــــــامل - دينى - ثقافى - علمى - نصائح
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
أولاد حارتنا ترحب باى حوارجى وتدعوهم على قهوة حارتنا لشرب المشاريب وتدعوهم لسماع درس التاريخ من أستاذ فطين مدرس التاريخ ومشاهدة احدث الأفلام وكمان تحميل الالعاب وبرامج للموبيل وتسمع حكاوى خالتى بامبة  وتتفرج على صور استوديو عمى أنس وتسمع من ميشو على احلى المغامرات

 

 هل أمن الناس مكر الله

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
تاج محل
عضو / ة
عضو / ة
تاج محل


الساعة الأن :
عدد المساهمات : 101
نقاط : 283
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 28/09/2010

هل أمن الناس مكر الله Empty
مُساهمةموضوع: هل أمن الناس مكر الله   هل أمن الناس مكر الله Icon_minitime1الأحد 10 أكتوبر 2010, 8:01 pm



إن الحمــــد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا
اللهـم إنا نحمــدك حمـــد الشاكريـــن ونؤمـن بـك إيمان الموقنين
ونقــر بوحـدانيتـك إقرار الصادقيـن فتقبلنا يا ربنا فى زمرة عبادك الصالحين

وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن سيدنا محمد سيد الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله قادة البررة الأتقياء المؤمنين وعلى صحابته السادة الأصفياء الموحدين صلاة دائمة مصونة من الإنقضاء والإنقطاع إلى يوم الدين

إننا نعيش عصرا طغت فيه الماديات والشهوات وأعرض فيه كثير من الناس عن طاعة رب الأرض والسماوات ، وتمضى الحياة مسرعة ومعظم الناس في غفلة عما هو آت ، فهناك أقوام إلى الدنيا يولدون وأقوام آخرون يرحلون ، أرحام تدفع ، وأرض عبر السنين تبلع ، وحتما سيأتي اليوم الذي يكون فيه فناء الوجود ويقف الجميع أمام الواحد المعبود، كما قال جل وعلا خالق الكون والوجود: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } إبراهيم48
فطوبى لعاقل حاسب نفسه قبل أن يحاسب بين يدي ملك الملوك جل وعلا ، وطوبى لعاقل عرف حقيقة دار الغرور واستعد ليوم البعث والنشور ، لاسيما ونحن نعيش الآن زمانا قد انصرف فيه كثير من الناس عن طاعة رب الأرض والسماوات ، وانشغلوا بكثير من الماديات والشهوات والرغبات والنزوات ، زمان قد ذهب فيه الخوف من القلوب فتراكمت الذنوب على الذنوب ، فهل أمن الناس مكر الله .
أحبتي في الله ... موضوع حديثنا فى هذا اللقاء بعنوان، هل أمن الناس مكر الله ؟
قال جل وعلا : { أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ * أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ }الأعراف99:97
فمن خلال قوله جل وعلا نبدأ الحديث بتعريف معنى المكر كما ذكره الله جلا وعلا في القرآن الكريم ثم نتحدث عن حسن الظن بالله جل وعلا وعن عاقبة حسن الظن وسيكون هدينا فى ذلك قوله جل وعلا : { فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ }الأعراف99:97
لقد ذكر الله سبحانه وتعالى المكر فى كثير من آيات القرآن الكريم فقال الأنعام123 : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ } .
وأخبر جل وعلا عما قاله فرعون عن المكر مخاطبا السحرة الذين جمعهم لملاقاة موسى عليه السلام فقال عز وجل الأعراف123: { قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَـذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } .
وقال ليوسف عليه السلام حين أوحى إليه بأمر إخوته يوسف102 : { ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ }
وحين أخبر رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم عن الذين ينكرون بعض ما أنزل عليه من كتاب الله فقال الرعد42: { وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ } .
وحين واسى حبيبه محمد صلى الله عليه وآله وسلم عندما كذبه كفار قريش فخاطبه بقوله جل وعلا النحل127 : { وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ }.
كما أخبر عن الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم ليكونن أهدى من إحدى الأمم فقال فاطر42 :43 : { وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُوراً * اسْتِكْبَاراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً }.
وقد تعددت الآيات التى تتحدث عن المكر فى كتاب الله فى العديد من سور القرآن .
وفى معنى المكر الذي ذكره الله في كتابه الكريم قال ابن القيم: "وأما المكر الذي وصف الله به نفسه فهو مجازاته للماكرين بأوليائه ورسله فيقابل مكرهم السيئ بمكره الحسن، فيكون المكر منهم أقبح شيء ومنه أحسن شيء لأنه عدل ومجازاة، وكذلك المخادعة منه جزاء على مخادعة رسله وأوليائه فلا أحسن من تلك المخادعة والمكر".
أما المكر المضاف إلى الناس فالمقصود به في الجملة مخالفة الرسل والإعراض عن دين الله تعالى والصد عن سبيل الله مما استوجب العقوبة والجزاء. كقوله عز وجل { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ } الأنعام123 قال ابن عباس : " ليمكروا فيه أي ليعملوا فيها بالمعاصي والفساد "،
أما المعنى الآخر الذي يمكن أن يتبادر إلى الذهن أن المكر معناه التخطيط وقد يكون التخطيط سيئا وذلك يكون من فعل البشر ، ويكون التخطيط حسنا فذلك من فعل الله ، وإذا أخذنا أن المكر معناه التخطيط فإننا نجد ذلك فى كتاب الله سبحانه وتعالى إذ يقول جل وعلا : { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }القمر49 .
وقوله تعالى : { اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ }الرعد8 أى أن كل شئ عند الله له تخطيط مسبق معد بمقدار يعلمه الله فى الأزل قبل بدء الخلق .
وكذلك قوله سبحانه الأحزاب38: { مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً } سنة الله أى قدر الله وتخطيطه في خلقه وهو قدرا مقدورا .
وهذا الذي انتهينا إليه أحبائي في الله يجعلنا نهتدى لدلالة هامة أن كل شئ بقدرة الله ، قدره الله بقدر معلوم في علمه جل وعلا ومن ثم لا يأمن ما قدره الله في علمه إلا من كان من الخاسرين وذلك قوله جل وعلا : { فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ }الأعراف99
أحبتي في الله...لقد وجه الله الخطاب لرسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه فقال : { قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }الأنعام15 وقد يسأل سائل كيف يخشى رسول الله وهو المعصوم قال بعض المفسرين أن خوف المعصوم من المعصية لا ينافي العصمة لعلمه أن الله سبحانه وتعالى فعال لما يريد وأنه لا يجب عليه شيء ، وفي بعض الآثار أنه عز شأنه قال لموسى عليه السلام : ( يا موسى لا تأمن مكري حتى تجوز الصراط ) .

لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من قول: ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) فهذا هو خوفه من ربه مع أنه سيد الأولين والآخرين، وأسوة الخلق أجمعين، فكيف يأمن من كان إيمانه لا يجاوز حنجرته، إن الإيمان ليس بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل، وإن قوماً غرتهم أماني المغفرة، ذهبوا ولا حسنة لهم، وقالوا بحسن الظن بالله وكذبوا، لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل.
ومثال لذلك ما روى عن أبى بكر الصديق وهو المبشر بالجنة يقول : (( لو أن إحدى قدمي في الجنة وأخرى خارجها ما أمن مكر الله((، { فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ } .
وكذلك عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه كان يخشى مكر الله جاء الحلية لأبي نعيم رحمه الله : قال عمر رضي الله عنه : { لو نادي مناد من السماء : يا أيها الناس إنكم داخلون الجنة كلكم أجمعون إلا رجلا واحدا لخفت أن أكون أنا هو ، ولو نادي مناد : أيها الناس ؟ إنكم داخلون النار إلا رجلا واحدا لرجوت أن أكون أنا هو } .
حتى الملائكة تخشى مكر الله ففي تفسير ابن أبي حاتم لقوله جل وعلا: } فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ { وبإسناده إلى ابن زيد عن أبيه : ( إن الله تبارك وتعالى قال للملائكة : ما هذا الخوف الذي قد بلغكم وقد أنزلتكم المنزلة التي لم أنزلها غيركم ؟ فقالوا ربنا لا نأمن مكرك ، لا يأمن مكرك إلا القوم الخاسرون ) .

فإذا كان هذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلام أبو بكر وعمر والملائكة المكرمون فكيف يأمن على نفسه من صرف العبادة لغير الله ، ومن شرع مع الله وصنع من نفسه نداً وإلهاً مع الله ، كيف يأمن على نفسه من والى أعداء الله وعادى أولياء الله وصار حرباً على الإسلام وأهله.
كيف يأمن على نفسه من نافق وتعامل بالربا وتخطى حدود الله فغش وارتشى وكيف تأمن من تبرجت واختلطت بالرجال الأجانب وخضعت بقولها وفعلها رقصاً وغناءً وتمثيلاً. قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }فصلت40
أحبائي في الله .. تعالوا بنا نسأل أنفسنا جميعا هل أمن الناس مكر الله ، لقد تبدل حال الناس الى السئ وانغمس الكثيرون فى المعاصى وأصيب الناس بداء نسيان الله ـ إلا من رحم ربى ـ وقد ألهتهم تكنولوجيا العصر فباتوا ليلهم وأصبحوا نهارهم يتنقلون بين شاشات الفضائيات لمشاهدة ما يبث من أمور بعيدة عما أمر الله فضلا عما يشاهدونه من عروض لأزياء عارية اعتبرها البعض بأنها نوع من التحضر وتسابق الشباب والفتيات ( إلا من رحم ربى) إلى ارتدائها ناسين أنها توردهم التهلكة والانغماس فى المعاصى والبعد عن منهج اللهوسنة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وناسين أن أضـرار المعصيــة كبيــرة و آثارها سيئة إذ ساوى العلماء بين أضرار الذنوب في القلب ، و أضرار السموم في البدن ، وقد ذكر الإمام ابن القيم آثاراً للمعصية فى كتاب ( الداء والدواء ) فقال أن المعصية تؤدى إلى : (( حرمان العلم ، و حرمان الرزق ، ووحشة يجدها العاصي في قلبه ، و النفور الذي يحصل بينه و بين الناس ، و تعسير أموره عليه ، فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقاً ، و ظلمة يجدها في قلبه حقيقة يحس بها كما يحس بظلمة الليل ، وحرمان الطاعة ، و تقصـير العمــر و محـق بركتـه ، والمعاصي تزرع أمثالها ويولد بعضها بعضاً ، و أنها تضعف القلب عن إرادته فتقوى إرادة المعصية وتضعف إرادة التوبة ، و انسلاخ استقباح الذنب من القلب فتصير له عادة ، وهوان العاصي على ربه ، والعبد لا يزال يرتكب الذنب حتى يهون عليه ويصغر في قلبه و أن غيره من الناس و الدواب يعود عليه شؤم ذنبه ، و المعصية تورث الذل ، و المعاصي تفسد العقل ، و ختم القلب و توريث الغفلة ، و الذنوب تدخل العبد تحت لعن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، و حرمان دعوة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ودعوة الملائكة ، والذنوب تحدث الفساد في الأرض ، و تسبب الخسف و الزلازل ، فهل أن الناس مكر الله .
والذنوب كذلك تطفئ الغيرة ، و تُذهب الحياء ، و تضعف في القلب تعظيم الرب ، وتُنسي الله ، و تُخرج صاحبها من دائرة الإحسان و يفوت صاحبها ثواب المؤمنين ، و تضعف القلب ، و تزيل النعم ، و تلقي الرعب و الخوف في القلوب ، و تمرض القلوب ، و تُعمي البصيرة ، و تُصغر النفوس ، و تُسقط الكرامة ، و توجب القطيعة بين العبد و الرب و تجعل صاحبها من السفلة ، وتجرِّئ على الإنسان أعداءه و تضعف العبد أمام نفسه ، كما أنها مجلبة للهلاك.
فيا من بات ينمو بالخطايـا***وعين الله ساهرة تــراه
أما تخشى من الديان طردا *** بجرم دائما أبدا تـــراه
أتعصى الله وهو يراك جهرا***وتنسى في غد يوما تـراه
وتخلو بالمعاصـي وهو دان***إليك ولست تخشى من لقاه
أتنكر فعلها ولهـا شهـود***بمكتوب عليك وقد حـواه
فيا حزن المسئ لشؤم ذنب***وبعد الحزن يكفيه جـزاه
فيندب حسرة من بعـد موت***ويبكى حيث لا يجدي بكاه
فبادر بالصلاح وأنـت حـي***لعلك أن تنال به رضــاه

لذلك أحبتي في الله على كل عاص إذا ما أراد أن يتخلص من الذنوب والمعاصي أن يطفئ غضب الرب ؟ وهنا يكون السؤال كيف نطفى غضب الرب ؟ وللإجابة نقول أنه قد ورد في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ( كل أبن آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون ))
فكلنا يخطئ ، و من الخطأ ما يغضب الرب سبحانه و تعالى ، و بخاصة إذا لم يتبع الخطأ توبة و ندم و استغفار.
والأخطاء أحبتي في الله إنما تصدر على هيئة كلمات أوأفعال .. فكم من الكلمات نقول كل يوم ؟ وكم من الأعمال : نفعل ؟ و لا ندري : أي كلماتنا أو أفعالنا الخاطئة تغضب الله جل وعلا ؟ ولهذا البعض يزداد خوفه من الجليل حداً يجعله على حذر عظيم من من الوقوع فى الأخطاء ، ولا همَّ له سوى العمل على إطفاء غضب الله سبحانه وتعالى للحصول على رضائه بالأعمال التي يحبها سبحانه وتعالى فلا يهمه منزلته بين الناس ولا علمه ، و لا شهرته إذ هو أعلم الناس بنفسه من الناس .
والإمام زين العابدين رضي الله تعالى عنه يعطينا نموذجاً عملياً لأولئك الحريصين على إرضاء الرب و إطفاء غضبه ، بل كان ذلك شغله الشاغل فقد كان (( يحمـــل جراب الخبز على ظهره بالليل و يطوف به على الفقراء و الأرامل و يقول : إن صدقة السر تطفئ غضب الرب سبحانه و تعالى ))

وإذا أردنا أن نعرف الطريق لإطفاء غضب الله جل وعلا نقول: إن أعظم زاجر عن الذنوب هو خوف الله تعالى وخشية انتقامه وسطوته وفى ذلك قال أبو الفرج ابن الجوزي: الخوف هو النار المحرقة للشهوات ، فإذا كانت فضيلة الخوف بقدر ما يحرق من الشهوة ، وبقدر ما يكف عن المعصية ، ويحث على الطاعة ، فكيف لا يكون للخوف فضيلة ، وبه تحصل العفة والورع والتقوى والمجاهدة والأعمال الفاضلة التي يتقرب بها العبد إلى الله سبحانه وتعالى، كما علم من الآيات والأخبار، كقوله تعالى: { هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ }الأعراف154. وكقوله تعالى: { رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ }البينة8 وكذلك قوله تعالى : { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } الرحمن46
كما قال تعالى كذلك : { وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ } فاطر28 وكل ما دل على فضيلة العلم يدل على فضيلة الخوف لأن الخوف ثمرة من ثمارالعلم .
وقال بعضهم ، (( أن البكاء إما من حزن ، وإما من وجع ، وإما من فزع ، وإما من فرح ، وإما شكرا ، وإما من خشية الله تعالى، وهذا هو أعلاها درجة وأغلاها ثمنا في الدار الآخرة ، وأما البكاء للرياء والكذب فلا يزداد صاحبه به إلا طردا وبعدا ومقتا ، وحق لمن لم يعلم ما جرى له به القلم في سابق علم الله تعالى ( أى ما قدره الله تعالى له ) ، من سعادة مؤبدة ، أو شقاوة مخلدة ، وهو فيما بين هاتين الحالتين قد ركب المحرمات ، وخالف خالقه في المنهيات ، أن يكثر بكاؤه وأسفه وحزنه ونحيبه ولهفه ، وأن يهجر الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، وأن يجأر إلى الله تعالى على ما سلف منه ، من سوابق مخالفاته ، وقبائح شهواته ، عسى الله أن يوفقه إلى التوبة النصوح ، وأن يخرجه من ظلمات الجهل والعصيان إلى العلم والطاعة ، وما لهما من ثمرات المعرفة والفتوح )) وذلك لأن العبد لا يأمن مكر الله ، أى لا يأمن ما سبق فى علم الله له من قدر وتخطيـط .
قال بعض الصالحين : أرق الناس قلوبا أقلهم ذنوبا . وقد ورد فى البخارى ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ((أنا أعلمكم بالله وأشدكم له خشية)) ، ومن هنا أحبتي في الله .. فقد غلب الخوف على الأنبياء والرسل والعلماء والأولياء ، وغلب أمن المكر على الظلمة الأطغياء ، والفراعنة الأغبياء، والجهلة والعوام والرعاع ، حتى كأنهم حوسبوا وفرغ منهم ، فلم يخشوا سطوة العقاب ، ولا نار العذاب ، ولا بعد الحجاب وذلك قوله جل وعلا : { نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } الحشر19
أحبتي في الله ... إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخبر عن نفسه أنه لا يأمن مكر الله ففي الحديث عن أم العلاء – وهى امرأة من الأنصار والذي رواه البخاري فى تفسير سورة الفرقان وفي الأدب ورواه مسلم وأبو داود والترمذي في الإيمان أنها قالت : (( أنهم اقتسموا المهاجرين أول ما قدموا عليهم بالقرعة قالت : فطار لنا أي وقع في سهمنا عثمان بن مظعون، من أفضل المهاجرين وأكابرهم ومتعبديهم، وممن شهد بدرا، فاشتكى فمرضناه ، حتى إذا توفي وجعلناه في ثيابه ، دخـل علينـا رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب ، فشهادتي عليك لقـد أكرمـك الله تعالى – فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : وما يدريك أن الله أكرمه؟ فقلت: لا أدري بأبي أنت وأمي يا رسول الله قال: أما عثمان فقد جاءه اليقين ، وإني لأرجو له الخير ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي. قالت : فوالله لا أزكي أحدا بعده أبدا))
فتأملوا عباد الله نهيه صلى الله عليه وآله وسلم عن الجزم بالشهادة على الله في عثمان بن مظعون ، مع كونه شهد بدرا وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه البخاري عن على : ((وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)) ، وقد قبله صلى الله عليه وآله وسلم ووصفه بأعظم الأوصاف وأفضلها وكان أول من قبر في البقيع ، وانظروا كيف أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال : ((ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل ني )) . وبعد القول من الحبيب صلى الله عليه وسلم ، هل يأمن أحد منا مكر الله ؟ .
أحبتى فى الله... إنه ينبغي لنا وإن عملنا من الطاعات ما عملنا، أن نكون على حال الخوف والخشية من الله تعالى وعذابه وأليم عقابه ، فإنه لا يجب عليه لأحد من خلقه شيء حتى اللذين اختارهم الله لرسالاته قال جل وعلا : { قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً } المائدة17 . فكل شئ نافذ فيه قدر الله وأمره .
ولكن على الجانب الآخر أحبتي في الله... علينا أن نحسن الظن بالله ، فانه جل وعلا يقول : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى } طه82
فإذا أحسنا الظن بالله... فعلينا لننال مغفرته أن يفهم كل منا أن الله تعالى شرط للمغفرة أربعة شروط : التوبة، والإيمان الكامل، والعمل الصالح، ثم سلوك سبيل المهتدين، من مراقبة الله تعالى وشهوده وإدامة الذكر والفكر والإقبال على الله تعالى بقلبه وحاله ودعائه وإخلاصه وذلك قوله تعالى: {فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَعَسَى أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ } القصص67.
هذا أحبتي في الله ما كان عليه الحبيب صلوات الله وسلامه عليه كان دائما حسن الظن بربه ولذلك قال لصاحبه وهما فى الغار حين قال له : ( يا رسول الله لو نظر احدهم تحت رجليه لرآنا ) فأجابه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (( يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما لا تحزن إن الله معنا )) فعلينا أحبتي في الله أن نقتدي به صلى الله عليه وآله وسلم.
وليكن لنا فى فرعون العبرة فحين أرسل الله إليه موسى وهارون قال لهما جل وعلا : { فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى } طه44 وفرعون لعنه الله لم يتذكر ولم يخش، والمعنى ظاهر من الآية الكريمة أى يا فرعون فقد نبهك الله تعالى على أنك إذا تبت توبة نصوحا ، وآمنت إيمانا كاملا وعملت صالحا، كنت على رجاء حصول الفلاح لك والهداية والقرب من حضرة الحق ، فإياك وأن تأمن مكر الله ، ولكن غرور فرعون أودى به إلى الهلاك بأن أغرقه الله وملئه قال جل وعلا مخاطبا قوم موسى بني إسرائيل : {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ }البقرة50
وانظروا عباد الله إلى حلم الله على فرعون الذي قال أنا ربكم الأعلى يرسل الله له موسى وأخاه هارون ويقول لهما : { فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى } ، قال قتادة رضي الله عنه : إذا كان هذا حلم الله على فرعون الذي قال أنا ربكم الأعلى فكيف هو حلم الله على من يقول ( سبحان ربى الأعلى) .
أحبتي في الله ... إن الأمن من مكر الله كبيرة من الكبائر وشأن العاقل عدم الاستمرار على المعاصي اتكالاً على عفو الله، وكان علىٌ رضي الله عنه – يقول: (إنما العالم الذي لا يقنط الناس من رحمة الله تعالى ولا يؤمنهم من مكر الله) فشأن من آمن من مكر الله أن يكون غافلاً عن طاعة لله ورضوانه، لا يراقب الله في تصرفاته ويرتع في الدنيا كالبهائم مما يصيبه بالعطب ويؤدي به إلى جهنم وبئس المصير.
وكان عمر بن عبد العزيز – رحمه الله – يقول: (إن الأمان غداً لمن باع قليلاً بكثير ونافذاً بباق ألا ترون أنكم في أسلاب الهالكين وسيخلفها من بعدكم الباقون وكذلك حتى تردوا إلى خير الوارثين، ألا ترون أنكم في كل يوم وليلة تشيعون غادياً ورائحاً إلى الله قد خلع الأسلاب وفارق الأحباب ووجه للحساب، غنياً عما ترك فقيراً إلى ما قدم: إن اغتراراً بالله حمق، فالطريق مخوف، والاستدراج وارد ، وكلنا ذلك العبد المذنب المسيء، وربنا جل وعلا أحق أن يطاع فلا يعصى وأن يُذكر فلا يُنسى وأن يُشكر فلا يُكفر، جعلنا سبحانه وإياكم ممن يعبده حباً وخوفاً ورجاءً) .
فعلى كل منا أحبتي في الله.. بعد أن فهم أن معنى مكر الله هو ما سبق عليه الكتاب مما قدر الله جل وعلا لخلقه ، أقول أن على كل منا أن يستحضرفى عقله وفى قلبه قوله تعالى: { وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ * وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لِأَجَلٍ مَّعْدُود ٍ*َ يوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ * فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ } هود:102-106.
أحبتي في الله ... سئل سعيد بن جبير رضي الله تعالى عنه عن الخشية فقال أن تخشى الله تعالى حتى تحول خشيته بينك وبين معاصيه ، فهذه هي خشيته ، وأما الغرة بالله فهي أن يتمادى الرجل في المعصية ، ويتمنى على الله المغفرة .
وعن يحيي بن معاذ رضي الله تعالى عنه قال: من أعظم الاغترار أن المذنب يرجو العفو من غير ندامة ، ويتوقع القرب من الله تعالى بغير طاعة ، وينتظر الجزاء بلا عمل، ويتمنى على الله مع الإفراط .
لذلك كله أحبتي في الله فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (( أعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فانه يراك ))
وحين سأله أبو ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه أن يوصيه فقال صلى الله عليه وآله وسلم : (( اخلص العمل فإن الناقد بصير ))

أحبتي في الله ...
تعالوا بنا في عجالة ننهل من فيض الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم مما أوصى به المهاجرين والأنصار فى أو ل جمعة صلاها فى المدينة قال بن جرير : حدثنى يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب عن سعيد بن عبد الرحمن الجمحى أنه أبلغه عن خطبة النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى بنى سالم بن عمرو بن عوف رضى الله عنهم فى أو ل جمعة صلاها فى المدينة قال صلى الله عليه وآله وسلم :
(( الحمد لله أحمده وأستعينه وأستهديه ، وأومن به ولا أكفره ، وأعادى من يكفره ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق والنور والموعظة على فترة من الرسل ، وقلة من العلم ، وضلالة من الناس ، وانقطاع من الزمان ، ودنو من الساعة ، وقرب من الأجل ، من يطع الله ورسوله فقد رشد ، ومن يعصهما فقد غوى وفرط وضل ضلالا بعيدا ، وأوصيكم بتقوى الله فإنه خير ما أوصى به المسلم المسلم أن يحضه على الآخرة ، وأن يأمره بتقوى الله ، فاحذروا ما حذركم الله من نفسه ، ولا أفضل من ذلك نصيحة ، ولا أفضل من ذلك ذكرى ، وانه تقوى لمن عمل به على وجل ومخافة ، وعون صدق ما تبتغون من أمر الآخرة ، ومن يصلح بينه وبين الله من أمر السر والعلانية لا ينوى بذلك إلا وجه الله يكن له ذكرا فى عاجل أمره ، وذخرا فيما بعد الموت حين يفتقر المرء إلى ما قدم ، وما كان من سوى ذلك يود لم أن بينه وبينه أمدا بعيدا ، ويحذركم الله نفسه وهو رءوف بالعباد ، والذى صدق قوله وأنجز وعده ، لا خلف لذلك فانه يقول تعالى : { مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ }ق29 ، واتقوا الله فى عاجل أمركم وعاجله فى السر والعلانية فانه : { َمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً }الطلاق5 ومن يتق الله فقد فاز فوزا عظيما ، وإن تقوى الله توقى مقته ، وتوقى عقوبته ، وتوقى سخطه ، وإن تقوى الله تبيض الوجه ، وترضى الرب ، وترفع الدرجة ، خذوا بحظكم ولا تفرطوا فى جنب الله قد علمكم الله كتابه ، ونهج لكم سبيله ليعلم الذين صدقوا وليعلم الكاذبين ، فأحسنوا كما أحسن الله اليكم ، وعادوا أعداءه وجاهدوا فى الله حق جهاده هو اجتباكم وسماكم المسلمين ، ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيا من حيا عن بينة ولا قوة إلا بالله ، فأكثروا ذكر الله واعملوا لما بعد الموت فانه من أصلح ما بينه وبين الله يكفه مابينه وبين الناس ذلك بأن الله يقضى على الناس ولا يقضون عليه ، ويملك من الناس ولا يملكون منه ، الله أكبر ولا قوة إلا بالله العلى العظيم )) ، هكذا أحبتي في الله كانت خطبة الحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهكذا أوردها ابن جرير .
وأذكركم أحبتي في الله ...أننا نعيش فتنة قاسية فإننا نعيش فتنة قاسية ظهرت بجلاء فى تلك الأيام وقد أخبر بها النبى صلى الله عليه وآله وهى فيما يدور من حولنا فقد أخبر الحبيب صلوات الله وسلامه عليه عن هؤلاء المنتسبين للإسلام منذ ما يزيد على الأربعة عشر قرنا من الزمان والمتمثلة فى تلك النبتة المعوجة من المنتسبين للإسلام فقد أخرج البخاري ومسلم وأبو داود عن أبى إدريس الخولانى رضى الله تعالى أنه سمع حذيفة رضى الله تعالى يقول : (( كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة أن يدركنى فقلت : يا رسول الله : إنا كنا فى جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخير شر ؟ قال : نعم فقلت : هل بعد ذلك من خير ؟ قال : نعم وفيه دخن قلت : وما دخنه ؟ قال : قوم يستنون بغير سنتى ويهتدون بغير هديى تعرف منهم وتنكر فقلت : هل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ، فقلت : يا رسول الله صفهم لنا ، قال : إنهم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ، فقلت : يا رسول الله فما تأمرنى إن أدركت ذلك ؟ قال : تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ، قلت : فان لم يكن لهم إمام ؟ قال : فاعتزل الفرق كلها ولو تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ))

هي فتنة تقودنا الى زمن الغربة حيث سيعود الإسلام غريبا كما بدأ غريبــا ، وصدق الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلـم فى صحيحه عـن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء )) ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وعلى جانب آخر نجد بعض الناس قد الهتهم الدنيا بشهواتها التي صرفتهم عن طاعة رب الأرض والسماوات فتراهم ى يجلسون أمام التلفاز بالساعات لمشاهدة المباريات والمسرحيات ويبخلون على الله تلبيه النداء للصلوات فتجد المساجد خاوية قبل الأذان وبعده إلا من رحم ربى ولا يأتي كثير من الناس إلا بعد الإقامة وكأن الناس قد أمنوا مكر الله .
فاتقوا الله عباد الله وصونوا النفوس عما يوبقها ويخزيها ، وتجملوا للقاء رب الخلائق وباريها ، لا سيما وأنتم تعيشون ما بقى من عمركم مما يدعو إلى الاقتراب إلى ربكم بصالح أعمالكم .
وعلى كل عاقل بعد أن فهم أن معنى مكر الله هو ما سبق عليه الكتاب من تخطيط من الله جل وعلا لخلقه وما أعده الله من عذاب وعقاب لمن عصاه ، أقول أن على كل منا أن يستحضر فى عقله وقلبه ما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للمهاجرين والأنصار فى المدينة وأن يقتفى أثر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ليعلم ويعمل بما قال ويطيعه صلى الله عليه وآله وسلم فى كل ما أمر وما نهى عنه فقد قال جل وعلا : { وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً }الأحزاب71
اللهم صلى على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
صلاة تغفر بها الذنوب
وتب علينا لنتوب توبة تقضى بها عنا الهموم وتستربها منا العيوب
اللهم عافنا واعف عنا وإلى غيرك لا تكلنا ومن عذابك سلمنـــــا
اللهم آت نفوسنا تقواهـــا وزكها أنت خير من زكهــا أنت وليهـا ومولاهـــــا




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشقةالصمت
عضو / ة
عضو / ة
عاشقةالصمت


الساعة الأن :
عدد المساهمات : 57
نقاط : 91
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 08/10/2010

هل أمن الناس مكر الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل أمن الناس مكر الله   هل أمن الناس مكر الله Icon_minitime1الجمعة 15 أكتوبر 2010, 12:05 am

هل أمن الناس مكر الله 1137114121_3
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خدمة الاسلام
عضو / ة
عضو / ة
خدمة الاسلام


الساعة الأن :
عدد المساهمات : 133
نقاط : 283
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 28/09/2010

هل أمن الناس مكر الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل أمن الناس مكر الله   هل أمن الناس مكر الله Icon_minitime1الإثنين 18 أكتوبر 2010, 5:30 pm

جزاك الله كل خيرا

عنا وعن كل المسلمين



هل أمن الناس مكر الله ?ui=2&ik=032f997153&view=att&th=12bb71a6c55a5c9a&attid=0
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هل أمن الناس مكر الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» باب ما جاء في حشر الناس إلى الله عز و جل حفاة عراة
» باب من أسعد الناس بشفاعة النبي صلى الله عليه و سلم
» يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد
» باب فقراء المهاجرين أول الناس و رود الحوض على النبي صلى الله عليه و سل
» أشرف الناس من كانت لذته في معرفة الله تعالى ومحبته

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى اولاد حارتنا :: كلام الشيوخ بتوع حارتنــــا :: اسمع كلام الشيوخ بتوع حارتنا-
انتقل الى:  
تصحيح أحاديث وأقوال مأثورة لشيوخ اولاد حارتنا


بحث عن:

مع تحيات أسرة اولاد حارتنـــــــــــــــــا
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى اولاد حارتنا على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى اولاد حارتنا على موقع حفض الصفحات