موسوعة الدكتور / سيد نافع بداية الخلق

موسوعة الدكتور / سيد نافع

بداية الخلق

] وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا [ الإسراء-85

قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ...

البيضة الأول أم الفرخه؟

* سؤال يبدو من أول وهلة أنه سطحي وتافه وقد يثير الضحك فقد سمعته كثيراً في أحاديث اللهو والسمر وكان يسألونه زمان كفزورة للضحك والتسلية .

ومنذ وقت قصير سمعته من أحد الأصدقاء في مداعبة فمن قائل الفرخة وآخر يقول البيضة وعندما تتحير الناس في بداية أي شئ يذكر هذا التساؤل لإظهار الحيرة .

* من هنا أدركت أهمية الموضوع وأدركت أنه لكي تبدأ في علاج مشكلة ما لابد من التوصل إلي معرفة أسبابها الحقيقية ومعرفة نقطة البداية الصحيحة في الحل .

وسمعت أخيراً من أحد الأصدقاء ذو الخبرة في الحياة والقراءات المتعددة أنه سؤال فلسفي عميق تحير الفلاسفة قديماً في حله واختلفت أيضاً وجهات نظرهم فخرجت نظريات مختلفة .

* والحقيقة أنه لا البيضة ولا الفرخة فلكي تفقس البيضة عن كتكوت صغير ينمو ويكبر بعد ذلك ليصبح فرخة فلابد من وجود ديك والغريب أن كثير من الناس لا تدرك هذه الحقيقة ويتحيروا في الإجابة فمنهم من يقول الفرخة ومنهم من يقول البيضة .

فمن غير ذكر وأنثي كيف يكون هناك ذرية ونسل وتكاثر .

وقد وردت الإجابة عن هذا التساؤل في قصة نوح عليه السلام وفي قصة عيسي عليه السلام مع فرق واختلاف جوهري سنذكره في حينه وكذلك في قصة آدم عليه السلام .

ولنبدأ بقصة نوح عليه السلام ....

* فنوح عليه السلام هو نوح بن لامك ظل يدعو قومه ليل نهار لعبادة الواحد القهار وكان بينه وبين آدم عليه السلام عشرة قرون كلهم علي الإسلام كما جاء في البخاري عن بن عباس t

(والقرن : هو الجيل الذي تفني فيه الأقران المتماثلون في المولد أي الكبار في السن المتماثلون في المولد) وقد قال الله عز وجل في الحديث القدسي الذي رواه مسلم في صحيحه :

﴿إني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً ﴾ .

* فقصة نوح عليه السلام هي صورة للصراع بين الحق والباطل بين الخير والشر وترسم لنا صورة البشرية العنيدة الضالة المستكبرة عن الحق ثم هي في الوقت نفسه تكشف عن صورة من صور الرحمة الإلهية تتجلي في رعاية الله لهذا الكائن الإنساني وعنايته به بإرسال رسل إليه تترا رسولاً بعد رسول ليردوه إلي سواء السبيل ويزيلوا ما يعترض طريقه في الإيمان بربه من عقابات وعراقيل ثم هي كذلك تعرض صورة من صور الجهد المضني والعناء المرهق والصبر الجميل والحلم الرشيد والإصرار من جانب نوح عليه السلام لهداية قومه حرصاً عليهم ورحمة بهم فقد لبس فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً هي عمره لا يكل ولا يمل من دعوته لقومه ليلاً ونهاراً سراً وجهراً فما زادهم إلا فراراً وعناداً وإعراضاً عن الحق فظلوا علي عبادتهم للأصنام وبالمناسبة الآن تحولت عبادة الأصنام والأوثان إلي عبادة المادة والعلم وهما فتنة هذا العصر , تحولت إلي عبادة البشر والطواغيت من دون الله , تحولت إلي عبادة المال والسلطة والجاه والمنصب , عبد المسلمون كل هذا من دون الله وهم لا يشعرون أنهم أصبحوا كسابقيهم من الأمم التي فسدت عقيدتهم وقست قلوبهم فأصبحت كقلوب بني إسرائيل بل أشد قسوة فهي كالحجارة وإن من الحجارة لما يشقق ويهبط من خشية الله فقد فاقت قلوب المسلمين الضالين والمنحرفين عن طريق الله صلابة الحجارة ولا حول ولا قوة الإ بالله العلي العظيم , هذا بالرغم من أداء شعائر الإسلام فهي في أغلب الأحيان ظاهرية للجوارح وباللسان فقط دون القلب وإلا لما كان هذا هو حال المسلمين الآن . ﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ البقرة74 وأعتقد أنهم فقدوا الخيرية التي أخبر الله عنها .

﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ آل عمران110

ولولا أطفالاً رضع وشيوخا ركع وبهائم رتع لصب الله علينا العذاب صباً فقد إنقلب المعروف منكراً والمنكر معروفاً فمن أين تأتي الخيرية ومن أين يأتي عون الله وتوفيقه . وعلينا أن نعود إلي الله بقلوبنا ليتحقق قول رسول الله r فينا الخير في وفي أمتي إلي يوم القيامة .

ونعود إلي قصة نوح عليه السلام ....

فقد ظل قوم نوح في عنادهم وإصرارهم علي عبادة الأوثان والصد عن سبيل الله رغم نصحه وإرشاده لهم فكفوا عن مجالسته والإستماع لنصحه وإرشاده واتهموه بالضلال والكذب والجنون وكانوا إذا رأوه وضعوا أصابعهم في آذانهم وغطوا وجوههم بثيابهم سبحان الله ما جاء نبي برسالته إلا عودي واضطهد واتهم بالكذب والضلال والجنون والسحر .

فما حدث لسيد الخلق محمد بن عبد الله r صورة مكررة بالكربون بل وأشد وأفظع فسبحان الله عندما يغلب هوي النفس وتتغلب المصلحة الشخصية والمنافع الدنيوية علي الناس فيرفضوا ما فيه خير الدنيا والآخرة .

كان يغشاهم نوح عليه السلام في مجالسهم ويسمعهم كلمة الحق رغم أنوفهم ويريهم مدي ما هم فيه من ضلال وجهل وعمي فما ازدادوا إلا كفراً وعناداً ولما اشتدت بينه وبينهم هوة الخلاف سئموا منه وضاقت صدورهم به وقالوا آخر ما عندهم ليكف عن جدالهم ويتنحي تماماً عن دعوتهم وييأس كل اليأس من إستجابتهم له وإيمانهم به .

﴿قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾ هود32

فقال لهم نوح إنكم تسرفون في الجهل وتمعنون في الحمق ومن أنا حتي آتيكم بالعذاب أو أصده عنكم ما أنا إلا بشر مثلكم يوحي إلي أنما إلهكم إله واحد فأبلغكم ما أُمرت به وأبشركم بالثواب مرة وأنذركم بالعذاب أخري فإن مرد كل شئ إلي الله إن شاء هادكم وإن شاء عذبكم فإليه يرجع الأمر كله .

فلما لم يجد نوح عليه السلام حيلة في هدايتهم بث شكواه إلي الله عز وجل وعرض ما إنتهي إليه أمره وما آل إليه حاله والله أعلم بما كان وبما سيكون .

﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً{5} فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَاراً{6} وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً{7} ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً{8} ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً{9}﴾ نوح

فكانت هذه الشكوي تنفيساً عن قلبه المتعب الحزين وإبراءً لذمته أمام ربه عز وجل إذ لم يدخر جهداً في دعوته وهذا يذكرنا بما لاقاه سيد الخلق r من عنت واضطهاد واتهام بالكذب والسحر والجنون من مشركي مكة وعندما يئس منهم صلي الله عليه وسلم خرج بدعوته خارج مكة لعلها تجد قلوب واعية وأرض خصبة فلم يكل ولم يمل ولم ييأس هو أيضاً فكان من أولي العزم من الرسل خرج إلي أهل الطائف سيراً علي الأقدام مسافة حوالي ستين ميلاً ومعه زيد بن حارثة فأصابه منهم ما أصابه ولم يجد مبتغاه بل وجد قلوب هي أقسي وأشد عنداً وكفراً وأغروا به سفاءهم وقذفوه بالحجارة حتي أدموا قدمه الشريف وسبوه وأهانوه وإحتمي عند خروجه ببستان لعتبة بن ربيعة وبث شكواه إلي ربه هو أيضاً تنفيساً عن آلامه وأحزانه وقلبه المتعب وقال الدعاء المشهور :

﴿ اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني علي الناس يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلي من تكلني ؟ إلي بعيد يتجهمني؟ أم إلي عدو ملكته أمري ؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل علي سخطك . لك العتبي حتي ترضي ولا حول ولا قوة إلا بالله ﴾ .

فلما رآه إبنا ربيعة تحركت له رحمهما فدعوا غلاماً لهما نصرانياً يقال له عداس وقالا له خذ قطفاً من هذا العنب واذهب به إلي هذا الرجل فلما وضعه أمام رسول الله r مد يده إليه قائلاً "بسم الله " ثم أكل ومنها علم عداس أنه رسول من عند الله فإنكب يقبل يديه ورجليه خاصة وأن رسول الله r أخبره أنه رسول كما أن يونس بن متي رسول فهو من نفس بلد عداس ( نينوى ) .

وفي طريق عودته إلي مكة نزل إليه جبريل وملك الجبال فقال له ملك الجبال أن الله أرسلني إن شئت أطبق عليهم الأخشبين وهما جبلين عظيمين حول مكة" فقال رسول اللهr بل أرجو أن يخرج الله عز وجل من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئاً ,ً ولم يعجل بدعائه علي قومه رغم ما لاقه منهم من عنت وإضطهاد فكان بذلك صاحب الشفاعة الكبري يوم القيامة وهذا دليل الرحمة فقد أرسله الله رحمة للعالمين .

أما نوح عليه السلام بعد أن عرض شكواه دعا عليهم بالعذاب الذي طلبوه واستعجلوه

﴿ وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً{26} إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً{27} ﴾ نوح

فاستجاب الله له وأمره أن يصنع الفلك ويكف عن مخاطبته في شأنهم فإنهم هالكون لا محالة

﴿وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ{36} وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ{37} ﴾ هود

فإتخذ نوح عليه السلام مكاناً قاصياً عن المدينة وأعد الألواح والمسامير وأخذ يعمل ولكنه لم ينج من سخرية القوم وإستهذائهم وقال بعضهم إنك يا نوح تزعم قبل اليوم أنك نبي مرسل فكيف أصبحت اليوم نجاراً أزهدت النبوة أم رغبت في النجارة؟ وقال غيرهم ما بال سفينتك تصنعها بعيداً عن البحار والأنهار آآعدت لها الثيران لتجرها أم كلفت الهواء حملها ؟

ولكنه كعادته لم يكن فاحشاً ولا لعناً فإكتفي بقوله كما حكي القرآن عنه

﴿ وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ{38} فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ{39} ﴾ هود

واستمر نوح في صنع السفينة حتي أحكم بناءها وأتقن صنعها وإنتظر ما يكون من أمر الله فأوحي إليه أنه إذا جاء أمرنا وظهرت آياتنا فاعمد إلي سفينتك وخذ من آمن من قومك وأهلك واحمل معك من ﴿ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ﴾ حتي يبلغ الأمر مداه

﴿ حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ{40} ﴾ هود

والتنور هو ما يخبز فيه (الفرن) , وفوران التنور كناية عن إشتداد الأمر وإستحكام الخطر .

وتفتحت أبواب السماء بماء منهمر وتفجرت الأرض عيوناً وبلغ السيل الزُبي ثم جاوز القيعان والرُبا فهُرع نوح إلي السفينة وحمل ما أمره الله بحمله من الإنسان والحيوان والحشرات والطيور ﴿ مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ﴾ ذكر وأنثي ( فرخه وديك) لكي تستمر الحياة ويتم التزاوج والتكاثر ويحفظ النوع فبداية خلق الكائنات كانت من ذكر وأنثي ليس كما ذكر في النظريات كالنشوء والتطور لدارون وما ذكر من أن الإنسان أصله قرد وللأسف تدرس هذه النظريات لأبناء المسلمين .

* وعندما خلق الله آدم ( خلقه من غير ذكر ولا أنثي ) وخلق له حواء من ضلعه من نفسه ( خلق من الذكر أنثي ) ليتم التزواج والتكاثر ويحفظ النوع فاستمرت ذرية آدم. وهذا النوع من التكاثر يسمي تكاثر تزاوجي جنسي إلا أنه يوجد نوع آخر من التكاثر وهو الذي لا يحتاج فيه الكائن الحي إلي ذكر وأنثي بل يتم التكاثر بالانقسام وهي تكاثر لا جنسي .

* فهناك كائنات تتكاثر جنسياً وهناك أخري تتكاثر تكاثراً لا جنسياً وقد جعل الله التكاثر في الإنسان تكاثراً جنسياً يحتاج إلي ذكر وأنثي فهذه هي القاعدة والقانون في الإنسان لكنه سبحانه وتعالي خرق هذه القاعدة والقانون فلا يعجزه شئ والله يقول للشئ كن فيكون فجاء بعيسي عليه السلام من أنثي بلا ذكر إمعاناً في إظهار القدرة الإلهية ( خلق من الأنثى ذكر) وأكتمل مثلث الخلق ( فخلق من غير ذكر ولا أنثي وخلق الأنثي من الذكر وخلق الذكر من الأنثي ) ولكن كبر هذا في نفوس الناس ولم يصدقوا ما قاله عيسي عندما تكلم في المهد وبرء أمه العذراء البتول وإستكثروا ذلك علي الله فأسندوا بنوته إليه سبحانه وتعالي وتعالي الله عما يصفون

﴿ مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً ﴾ الكهف5

* فالله سبحانه وتعالي منزه عن الوالدة والولد ولقد أثبت العلم الحديث بالهندسة الوراثية والإستنساخ أنه يمكن إستخراج كائن حي من أنثي بلا ذكر وبدون حيوان منوي فمن أي خلية من الجسم يمكن أن يستنسخ كائن حي صورة طبق الأصل من صاحب الخلية دون تزواج ودون جنس ودون حيوان منوي فإلي من ستسند أبوة هذا الكائن الذي أتي من أنثي ومن خلية غير جنسية قد تكون من المرأة نفسها دون الحاجة مطلقاً للذكر .

* سبحان الله لقد أعطاهم العلم المادي لكي يثبتوا وبأيديهم فساد معتقدهم وفكرهم.

* فعيسي عليه السلام هو رسول الله وكلمته ألقاها إلي مريم كما جاء في القرآن الكريم فالله قادر علي كل شئ يخلق الأسباب ويخرق الأسباب فهو مسبب الأسباب ولا يعجزه شئ في الأرض ولا في السماء سبحانه وتعالي .

* الآن أدركنا أنها ليست البيضة وليست الفرحة بل لابد من وجود زوجين .

* الآن أدركنا قوله تعالي:- ﴿ وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴾ الأنعام38

* ألآن أدركنا قوله تعالي:- ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ محمد24

ألآن أدركنا قوله تعالي:- ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَة

َ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ العنكبوت20

* ألآن أدركنا أن ديننا هو دين العلم والتدبر والتعقل ولقد حثنا الله ورسوله علي طلب العلم في مواضع كثيرة فلا تعارض بين الدين والعلم فبالعلم تعرف حقيقة قدرة الله حق المعرفة ليقف الإنسان عند حده ولا يتطاول علي خالقه ولا يغتر بنفسه فإنما العلم هبه من عند الله يهبه لمن يشاء ويحجبه عمن يشاء

* فالقرآن الكريم هو كتاب الله المقروء والكون هو كتاب الله المنظور ولا تعارض بينهما فالحقائق العلميه التي يتوصل اليها العلم الحديث نجد لها إشارات في القرآن الكريم و لا تعارض بين حقائق العلم والقرآن , فالقرآن الكريم لا يعني بالعلم بالشكل المعروف فهو لم ينزل ليكون مرجعاً علمياً متخصصاً في كافة فروع العلم ولكن يكتفي الله سبحانه وتعالي بالإشارات وعلي الباحثين والعلماء التقصي والبحث والتدبر ولو أدرك المسلمون قيمه ما لديهم من كنوز في القرآن لسبقوا العالم خاصة لو أتقنوا عملهم وجدوا في بحثهم وعلمهم ولم يظهر فيهم حزب ( أعداء النجاح ) .

* هذا بالإضافة إلي أن القرآن كتاب تعبد يتعبد بتلاوته ويأخذ منه أساس الدين والعقيدة والمعاملات

﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾ فاطر28

صدق الله