ماهو الــدفــــن ؟؟

كتب الله الموت على كل كائن حى

من لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الاسباب و الموت واحد

أخى المسلم

سيكون حديثنا اليوم بعون الله عن
الــدفــــن
فلنبدأ على بركة الله

ماهو الــدفــــن ؟؟

الدفن هو ستر الميت و مواراته فى باطن الأرض
بحيث لا تظهر رائحته و لا تناله السباع
و لا يتمكن اللصوص من سرقة كفنه بسهولة

ماهو وقت الــدفــــن ؟؟

يكره عند الحنابلة و جماعة من الفقهاء على أختلاف مذاهبهم
دفن الميت عند طلوع الشمس و قبل أن ترتفع بقدر رمح
أى بنحو نصف ساعة بالتوقيت الفلكى
و عند أستوائها فى وسط السماء
و هو الوقت الذى يسبق دخول وقت الظهر بدقائق
و قبل غروبها إلا إذا أضطروا لذلك

و قد روى أحمد و أصحاب السنن عن عقبة رضى الله تعالى عنه قال

[ ثلاث ساعات كان النبى صلى الله عليه و سلم
ينهانا أن نصلى فيها أو نقبر فيها موتانا
حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع
و حين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس
و حين تضيف " أى تميل " الشمس للغروب حتى تغرب ]
و الصلاة المنهى عنها فى هذه الأوقات هى النافلة و ليست المكتوبة
و قد تحدثنا من قبل عن تلك المسألة

و كره بعض الفقهاء الدفن ليلا من غير ضرورة

و روى أبن ماجة عن جابر رضى الله عنهما قال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم

( لا تدفنوا موتاكم بالليل إلا أن تضطروا )

و يرى كثير من الفقهاء أن الدفن بالليل كالدفن بالنهار
إذا وفى الميت حقه كاملا من الغسل و التكفين و الستر و التلحيد و غير ذلك
فقد دفن الرسول صلى الله عليه و سلم
الرجل الذى كان يرفع صوته بالذكر ليلا
و دفن على كرم الله وجهه فاطمة رضى الله عنها ليلا
و كذلك دفن أبو بكر و عثمان و عائشة و أبن مسعود ليلاً

و عن أبن عباس رضى الله تعالى عنهما

[ أن النبى صلى الله عليه و سلم
دخل قبرا ليلا فأسرع له بسراج أى مصباح فأخذه من قبل القبيلة

و قال عليه الصلاة و السلام

( رحمك الله إن كنت لأواهاً تلاءً للقرآن )
و كبر عليه أربعا ]
لأواها : أى متخوفاً من ذنبه
رواه الترمذى و قال حديث حسن
و قال
رخص أكثر أهل العلم فى الدفن بالليل
و الأولى الأنتظار بالجنازة حتى تطلع الشمس و ترتفع
و تجنب الدفن فيه إذا لم تكن هناك ضرورة خروجا من الخلاف

مايطلب عند الــدفــــن

1 - يستحب تعميق القبر
روى النسائى و الترمذى و صححه عن هشام بن عامر قال


شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم
يوم أحد فقلنا

[ يا رسول الله الحفر علينا لكل أنسان شديد


فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم


( أحفروا و أعمقوا و أحسنوا و أحسنوا
و أدفنوا الأثنين و الثلاثة فى قبر واحد )


فقالوا فمن نقدم يا رسول الله ؟
قال عليه الصلاة و السلام


( قدموا أكثرهم قرآناً )
و كان أبى ثالث ثلاثة فى قبر واحد ]

2 – و يستحب أن يوسع القبر من جهة رأس الميت و من ناحية رجليه

روى أبو داود و البيهقى بسند صحيح
أن النبى صلى الله عليه و سلم قال

لمن يحفر القبر

( أوسع من قبل رأسه و أوسع من قبل رجليه )

3 - و الأفضل أن يدفن الميت فى اللحد إن كانت الأرض صلبة
فإن كانت رخوة كان دفنه فى الشق أولى
لأن الأرض إذا كانت صلبة لا تجعل البناء يتساقط على الميت
و اللحد هو الشق فى جانب القبر جهة القبلة ينصب عليه اللِبن فيكون كالبيت المسقف
اللِبن : هو الطوب الذى لم يحرق بالنار
و الشق هو حفر عميقة كالنهر فى وسط القبر تبنى جوانبها باللِبن
يوضع فيه الميت و يسقف عليه بشئ كالطوب و الخشب
بحيث يكون السقف غير ملامس لجسد الميت

عن سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه
أنه قال فى مرضه الذى هلك فيه أى " مات " فيه

[ ألحدوا لى لحدا و أنصبوا على نصبا كما صُنِعَ برسول الله صلى الله عليه و سلم ]
أخرجه أحمد و مسلم

4 - يستحب أن يدفن الميت فى المقبرة و يكره دفنه فى المنازل
فأن الرسول صلى الله عليه و سلم
كأن يدفن الموتى فى المقابر بعيدا عن المنازل
أما الدفن فى المنازل فخاص بالأنبياء عليهم الصلاة و السلام
لقول أبى بكر رضى الله تعالى عنه
سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم
شيئا ما نسيته قال

( ما قبض الله نبيا إلا فى الموضع الذى يجب أن يدفن فيه )
أخرجه الترمذى فى الجنائز بسند فيه ضعف

5 - يستحب أن يتولى الدفن من هو أحق بالإمامة فى الصلاة عليه
فإن لم يكن له علم بصفة الدفن
تولاه من يعلمها من المسلمين الصالحين

6 - قال النووى فى المجموع
يستحب كون الدافنين وترا فإن حصلت الكفاية بواحد فبها
و إلا فثلاثة و إلا فخمسة إن أمكن و أحتيج إليه
و هذا متفق عليه

7 - يستحب أن يغطى القبر بثوب عند وضع الميت فيه
ليستر به سواء كان الميت رجلا أم أمرأة

8 - و يسن إدخال الميت القبر من جهة رجليه إن أمكن بلا مشقة

روى أبو داود و أبن ابى شيبة و البيهقى
من حديث عبد الله بن زيد رضى الله تعالى عنهما


[ أنه أدخل ميتا من قبل رجليه القبر و قال هذا من السنة
فإن لم يتمكن الدافن من إدخال الميت قبره
من جهة رجليه أدخله من جهة رأسه ]

9 - يستحب أن يوجه الميت فى قبره إلى القبلة
و ذلك بأن يريح الميت على جنبه الأيمن بحيث يكون وجهه إلى القبلة
لقوله صلى الله عليه و سلم
فى الحديث الذى رواه البيهقى بسند صحيح


( البيت الحرام قبلتكم أحياء و أمواتا )

10 - يستحب أن يقول واضعه


[ بسم الله و على ملة رسول الله
أو على سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ]

فعن أبن عمر رضى الله تعالى عنهما
أن النبى صلى الله عليه و سلم كان إذا وضع الميت فى القبر قال

( بسم الله و على ملة رسول الله أو على سنة رسول الله )
رواه أحمد و الترمذى

11 - يستحب أن يعرى خد الميت الأيمن
و يوضع على لِبنة أو حجر أو تراب
لقول عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه

[ إذا أنزلتمونى فى القبر فأفضوا بخدى إلى الأرض ]

و لقول أبى موسى رضى الله تعالى عنه


[ لا تجعلوا بينى و بين الأرض شيئا ]
و معناه لا تضعوا رأسى على وسادة و لا تجعلوا الكفن حائلا بينى و بين الأرض
و لكن نحوا الكفن عن خدى و ضعوه على الأرض
أو شئ من جنسها كالتراب و الحجر و الطوب اللبِن

12 - يستحب وضع شئ خلفه من لبن أو غيره
تمنعه من الوقوع على قفاه و ليظل متوجها إلى القبلة

و قد روى الطبرانى فى الكبير بسند فيه مجهول
عن واثلة بن الأسقع رضى الله تعالى عنه

[ كان النبى صلى الله عليه و سلم اذا وضع الميت فى قبره

قال


( بسم الله و على سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم )
و وضع خلف قفاه مدرة و بين كتفيه مدرة
و بين ركبتيه مدرة و عن وراءه أخرى ]
و المدرة هى : الطين المتماسك يشبه طوبة اللبن

هذا و يكره أن يوضع تحت الميت مرتبة أو ثوب أو يوضع عن يمينه
أو عن شماله أو عند رأسه وسادة
و إنما تكون الأرض له مهادا و وسادا
لما تقدم عن أبى موسى رضى الله تعالى عنه أنه قال
[ لا تجعلوا بينى و بين الأرض شيئا ]
و لقول عمر رضى الله تعالى عنه السابق ذكره