عين أوجات

عين أوجات






وهذه التميمة من التمائم الحامية للمتوفى ، وهى تعنى عين حورس ، وصنعت أحياناً من الناحيتين (الأمام والخلف) ، وذلك لتمثل العينان الخاصة بحورس. ورمزت هذه التميمة إلى معان كثيرة ، ارتبطت بأسطورة أوزير ، فكانت رمزاً للانتصار على الشر.

وكذلك اعتبرت أضحية فى حد ذاتها ، تقوم مقام فخذ الثور وسهلت للمتوفى الرؤية فى العالم الآخر، بالإضافة إلى كونها مصدر ضوء فى حد ذاتها ، وغيرها من المعان التى أرادها المصرى القديم فى أن تؤازره فى حياته وموته. وقد ذكرت فى الفصل رقم 140 من كتاب الموتى " فكانت تفضل كالشمس ، وتكون على عين صافية من اللازورد أو تصنع من الحجر المشكل بالذهب ، ويصنع القرابان أمامها ، ويكون خاص لكل الأشياء الحسنة والمقدسة ".

وكذلك الفصل 167 من كتاب الموتى يفضل لعين أوجات أنها أحضرت بواسطة – تحوت . وكان يوضع على الجثة من هذه التميمة عند الرأس 3 عدد ، وعلى الزور عدد 5 ، وعلى الصدد 14 عدد ، وعلى المعدة يوضح 3 عدد ، وعلى الذراعين واليدين كان يوضع عدد3.
وكانت صناعة هذه التمائم تصب فى قوالب صغيرة من عجينة من الطين تحرق ثم تكسى بمادة القياشانى " فيانس " ويعاد حرقها فتبدو فى لون أخضر أو أزرق. كذلك صنعت من مادة العقيق الأحمر ، فقد تم الكشف على الكثير من هذا النوع بالجبانة.
وربما كان يحل محل هذه التميمة أشكال الودع التى عثر على الكثير ، فقد نظر المصرى القديم على شكل "الودع" الأبيض وكذلك الأبيض الضارب إلى الصفرة الصغير منه والمتوسط الحجم. ويبدو هذا الودع بشقة المسنن كما لو كان عيناً نصف مفتوحة ونصف مغمضة ، ولكنها مع ذلك فهى عين ثاقبة تبدو وكما لو كانت تراقب شيئاً بصفة أبدية . وهذا الشكل المميز هو ما جعل المصرى القديم يعتقد أن هناك قوى سحرية كامنة فى هذا الودع.

وهذه القوى السحرية تؤدى إلى الوقاية من الأمراض التناسلية وتحمى الذى يستخدمها من شرور الأعين الحاقدة أو الحاسدة. ومن الغريب أن هذا الاعتقاد مازال سائداً حتى الآن فى بعض النجوع والقرى المصرية ، وكذلك بعض الشعوب التى تعيش على سواحل البحر المتوسط ، وذلك بقصد حماية الحوض والأعضاء المرتبطة به من شرور الإجهاض أو لحمايتها من الإصابة بالعقم الذى قد تسببه الأعين الحاسدة والشريرة.